يتحدى الموهوب العراقي الشاب أحمد خالد، الصعوبات في عالم الحفر على حصى الجلمود، حيث اختارها أداة لتحقيق حلمه في صنع مجسمات ومنحوتات وتحف تجسد الأمومة واليتم ومواضيع تلامس العواطف البشرية والوجدان.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
الموهوب يقول، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء العراقية (واع)، اليوم الخميس، "منذ الصغر وأنا أهوى جمع الحصى الملون واللعب بها وبعد ذلك بدأت بالنقش عليها بواسطة مسمار وادوات بسيطة وعمل ميداليات أكتب عليها أسماء وحروفاً رغم قساوتها وصعوبة الحفر عليها، ثم بدأت الحفر عليها وصنع تحف جميلة وكنت متحدياً لنفسي بهذه الهواية".ويضيف: "بدأت بعدها أجسد مواضيع في المنحوتات التي أصنعها من الحصى وإيصال فكرة مثل موضوع الامومة واليتيم وعازف الكيتار وايضاً عمل تجريدي اسمه (اقرأ نفسك) وهو عبارة عن مجسم لشخص يكون بدل الرأس كتاب ويحمل رأسه بيده، وعملت منحوتات لأشخاص وحيوانات وحشرات وجميعها من حصى الجلمود".
وبين، أن "الحصى اشكال وانواع وبعض الانواع منها لا تصلح للنحت لأن خطوطها وتقاسيمها تؤدي الى انكسارها عند الضغط عليها ومقاومتها للاداة بسبب قساوتها والذي ينحت عليها يعرف الحصى المناسب للنحت، وأنا أعمل المنحوتات بالوانها الطبيعية ولا استخدم الالوان الا لإبراز المجسم المطلوب"، لافتاً إلى أن "هناك ادوات وعدة اجهزة تستخدم في الحفر على الحصى كبيرة أو صغيرة ويجب أن تكون قوية".
وأوضح، أن "الحفر على الحصى مكلف لأنه بستهلك الكثير من البيرات بسبب قساوتها ويصل سعر البير الواحد الى 18 الف دينار، وعندما بحثت عنها في السوق لم أجدها لذلك قمت بصناعتها وتحوير أجهرة اخرى بما يناسب ما احتاجه في النحت مثل جهاز ثلاثي الوظائف، الاولى تمنع انتشار الغبار واستخدامه في ترميم المنحوتة لانه من نفس لونها، والثانية تبريد مستمر للحصاة وجمع برادة الحصى، أما الثالثة فتتيح امكانية تبديل السكويرة المستخدمة بالحفر".
وتابع: "في البداية كان الأهل يحاولون منعي من مزاولة النحت لكي لا تلهيني عن الدراسة ولكن بعد رؤية المنحوتات وجمالها وعدم تأثيرها على الدراسة دعموني مادياً ومعنوياً حيث كان أبي يشتري لي الجهاز الذي احتاجه وبعد انهائي الدراسة الاعدادية قُبلت في كلية الفنون الجميلة - جامعة ديالى، وكانت هناك محاضرات النحت وكانت المنحوتات من الحجر والثرمستون ومنحوتاتي من الحصى الجلمود ودعمني الاساتذة في الجامعة عند رؤية اعمالي وأن اغلبها حجمها صغير لسهولة حملها لان الحصى وزنها ثقيل وهناك افكار للنحت على الحصى من الاحجام الكبيرة، وقد صنعت لها نماذج من نشارة الخشب وسأطبقها على الحصى".
وأكمل حديثه قائلاً: "وشاركت في معارض ومهرجانات مثل أنصار الأمل وحصلت على شهادة تقديرية وشهادات مشاركة كثيرة وشاركت في جميع معارض الجامعة وبدأ الجميع يعرفني ويتفاعل مع اعمالي ومنهم نحاتون معروفون مثل النحات العالمي معتصم الكبيسي (عراقي مغترب)، ونصحني بعمل سكجات والعمل عليها، والنحات بسام مشنتف من لبنان، وايضا هناك نحات تايلندي، وجميع هؤلاء ينحتون على حجر البازيت والحجر الجبلي بانواعه وأشادوا باعمالي ونصحوني بالاستمرار لأنهم يعرفون أن الحصى الموجودة في العراق هي من اقسى انواع الحصى في العالم بسبب مناخ العراق وحرارته اما الحجر الموجود في تايلند وفي الدول الاخرى ليس بالقساوة الكبيرة لبرودة ورطوبة الجو عندهم".
ولفت إلى أن "النحاتين العراقيين يحتكرون هذا الفن وهناك اسرار في النحت لا يطلعون عليها أحدا لكنني كسرت هذه القاعدة"، مردفاً بالقول: "وأنا ضمن فريق الجواهري الفني الشبابي ولدينا ورش عمل لدعم وتعليم الشباب فن النحت وأطمح أن يكون لي عمل كبير مثل النحات جواد سليم صاحب نصب الحرية وغيره من الاسماء المعروفة وأنا الان بصدد عمل كبير يجسد ملحمة شهداء بهرز وتأريخها وسأستمر في النحت وأتمنى الحصول على الدعم والوصول الى العالمية".