ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
مُصادَفةً رأيتُكِ في الخَريفِمُصادَفةً رأيتُكِ في الخَريفِ الجميلِ،
بشعرِكِ المضفورِ بالحنّةِ المَدنيّةِ الخضراءِ..
كنتُ المهاجرَ،
كنتُ أجهلُ وجهَكِ الواسطيَّ..
وأجهلُ اللغةَ التي تكتبينَ..
وأجهلُ الإيقاعَ..
حتّى رأيتُك في الخريفِ..
بصوتِكِ الواسطيّ،
وأنتِ قادمةٌ من النّوتةِ الأولى،
كأنَّ الكُحلَ توقيعُ آلهةٍ..
كأنَّ الهاءَ ترنيمةُ المتحنّفينَ بمعبدٍ بابليّ في الخريفِ..
وهمْ يشمّونَ سِفرَ تداخلِ الأجناسِ في أوّلِ التّنزيلِ..
قل: جاءَ الخريفُ على قلقٍ
كأنَّ الزّيتَ ريحٌ
تُفرّقُنا جَنوبًا أو شَمالا!!
مُصادَفةً رأيتُكِ في الخَريفِ
مُصادَفةً رأيتُكِ في الخَريفِ الأخيرِ،
بثوبِك المنسوجِ من غَيمةٍ بيضاءَ..
يكشفُ عن ذراعٍ..
لسيّدةٍ تؤولها الأحاديثُ في مُدنِ الجَنوبِ..
وكنتِ معنى المدائنِ حينَ نرسمُها إناثًا
بلا مِثْلٍ،
وإنْ أبصرتُ بغدادَ تزدادُ اعتدالًا واعتدالا.
مُصادَفةً رأيتُكِ في الجَنوبِ
فأبصرتُ الطّفولةَ..
في مناجاةِ قريتِكِ البعيدةِ في الخريفِ،
وأبصرتُ الطّفولةَ تقرأ الشّعرَ
قُربَ شواطئ الأنهارِ في بابلَ العُظمى،
وأبصرتُ المَسلّاتِ باكيةً..
وأبصرتُ الأميراتِ يقرأنَ الكتابَ بلهجةِ اللهِ..
منْ ذا يعلمُ التّأويلَ في:
ذلكَ البلدِ الحزينِ؟
ومن ذا سيجتازُ سلسلةَ الجفافِ
إلى الخريفِ المرجّى؟
في قراءةِ شاعرٍ، عاشقٍ، مُتنبّئ..
بالحبّ، والحبّ،
والأمطارِ في فصلِ الخريفِ.
مُصادَفةً رأيتُكِ في الكتابِ
مُصادَفةً رأيتُكِ في الكتابِ المُذهّبِ،
كنتِ وحيًا لا خيالا
قرأتُ حضورَك اللغويّ في دارِ متّى،
كنتِ سيّدةَ الكتابِ
وما زالَ الكتابُ يرافقُ العارفينَ
بلهجةِ المتحنّفينَ القُدامى في الخريفِ،
وكنتِ وحيَ المهاجرِ من صميمِ الشّكّ..
نحوَ المدينةِ..
رافضَا اسطورةَ الفاتحينَ
وكاتبًا:
إنّي أحبُّ المؤولةَ الأخيرةَ للخريفِ.