يعد مقهى "مجكو" بمحافظة أربيل من أقدم المقاهي التراثية في العراق، ويتجاوز عمره ثمانين عاما، وطالما جلس فيه كتاب وفنانون ومثقفون، إضافة إلى التجار والشباب والكسبة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ويقول الابن الأصغر لمؤسس المقهى محسن مجيد، في حديث لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إنه "أنشأ والدي كاك مجيد المقهى عام 1940، وكان موقعه انذاك داخل السوق القديمة بمحافظة اربيل، وبعد عام واحد انتقل المقهى الى موقعه الحالي اسفل القلعة الشهيرة بقلعة اربيل"، مشيرا الى أن "اسم المقهى كان على اسم والدي، وأطلق عليه الناس اسم "مجكو"، بسبب محبتهم لصاحب المقهى، وشاعت هذه التسمية منذ ذلك الحين".
وأضاف: "قام والدي منذ مطلع الاربعينيات بتوفير الصحف والمجلات في المقهى يوميا، وكان من الصعوبة الحصول على الصحف في ذلك الوقت، وقد جذبت الصحف الفنانين والادباء والمثقفين لهذا المكان، اذ كانوا يلتقون فيه يوميا لمناقشة الاحداث السياسية والادبية والامورالعامة "، مؤكدا أن "كبار رواد الفن كانوا يرتادون هذا المقهى، من امثال حسن زيرك وطاهر توفيق وسواهما".
وتابع ، "بعد وفاة والدي عام 1962، تسلم اخي الاكبر إدارة المقهى، وهو من هواة الفن والادب"، مبينا أن "المثقفين كانوا يلتقون في المقهى خلال النظام السابق لمناقشة القضايا السياسية بعيدا عن اعين السلطة، وحين توفي اخي عام 1991، توليت ادارة المقهى ومازلت كذلك حتى الان".
ولفت مجيد إلى أن "مبنى المقهى ملكية خاصة، ولا علاقة لها بمباني القلعة، رغم أنها أصبحت رمزا مرتبطا بها وبمدينة اربيل"، منوها بأن "عملية الاعمار الاخيرة التي تم اجراؤها على المقهى الذي تبلغ مساحته 200 متر مربع، كلفت الكثير من المال، بسبب الاعتماد على التصاميم التراثية، اذ تم اعتماد الطابوق والخشب في اعادة تجديد واحياء المكان الذي يمتلئ بصور ومقتنيات لمئات الفنانين والادباء من مدينة اربيل".
ويقول الشاعر هيرش عبد الوهاب، وهو احد رواد المقهى، إن "مقهى مجكو ليس مقهى عاديا، إنما هو يمثل جزءا من تأريخ مدينة اربيل الثقافي والادبي، وهو ركيزة من ركائز التقدم في المدينة، وواجهة لجذب السياح لتعريفهم بمعالم المدينة التأريخية وتطورها العمراني".
بدوره أكد المخرج عبد الخالق جودت، أنه "يرتاد المقهى منذ 30 عاما مع زملائه واصدقائه الفنانين، لمناقشة نصوص الافلام والمسرحيات والبرامج التلفزيونية".
وبالنظر لطرازه الفلكلوري، فإن المقهى يجذب يوميا عددا من السياح القادمين من داخل العراق وخارجه، اذ يجدون باب المقهى مفتوحا امامهم منذ ساعات الصباح الاولى وحتى ساعة متأخرة من الليل.