يعد قضاء الميمونة من حيث المساحة وعدد سكانه ثالث قضاء بعد قضائي العمارة والمجر الكبير، في محافظة ميسان، تأسست الميمونة عام ١٩٥٠ في منطقة الطبر الواقعة على نهر الطبر الذي يبعد عن موقعها الجغرافي الحالي 6 كم.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وكانت الميمونة سابقا ناحية تسمى (ام عين العتيجة) اي القديمة واسما آخر هو المجر الكبير نسبة للمجر الكبير وهو المقصود قضاء المجر الحالي. وكانت الناحية تضم مباني لمدير الناحية والشرطة وكتاب العرائض والبلدية وغيرها، وكان أول مدير ناحية هو الشيخ سلمان المنشد شيخ قبيلة ازيرج آنذاك وهو والد المرحوم الشيخ فالح السلمان.يقول الكاتب والاعلامي باسم الشيخ علي من سكنة الميمونة لوكالة الأنباء العراقية (واع) إنه "في العام ١٩٥٤ قامت الحكومة المحلية في لواء العمارة آنذاك بنقل موقع الناحية للموقع الحالي وهي أرض زراعية تابعة للشيخ سلمان وأولاده وكانت مخصصة لمحصولي الحنطة والشعير، وكانت هذه الأرض تروى بمضخة زراعية تقع على حافة نهر البتيرة المتفرعة من نهر دجلة المار بمركز القضاء الحالي باتجاه ناحية السلام ثم يصب بالاهوار الجنوبية الغربية لمحافظة ميسان المحاذية مع حدود محافظتي ذي قار والبصرة".
مدينة النهرين
من جانبه أوضح المهندس وسام الربيعي أن "مناطق الميمونة تقسم الى ثلاثة اقسام رئيسية؛ نتيجة مرور نهرين رئيسين يتفرعان من نهر دجلة هما: العريض، والبتيرة، وكل قسم يحتوي الكثير من المناطق والقرى مثل: ايسر نهر البتيرة يضم، قرى الطبر، الابيجع، ام عين، الحراكة، الشامخية، ابو سبع، العشرات، العكَب، كَرملي، السليمية، المشرعة، الرعاش، كَريزية، الحريجة، باب الهوى، عذيفة، ابو جنايز، ابو خطارات، ام كَعيدة اما ايمن نهر العريض فيضم ابو كَبرة، الجفجافة، الريشانية، الحنظلية ومناطق الهدام: بريدة، الشطرة، الناصرية، العدلة، ام دعوى، العودة، ام مشاحيف، ام مطابيج والرفاشية، اما المناطق المحصورة بين العريض والبتيرة هي: العيثة، الطلعة، الشذيرية، اللكاكة، الكريجي، الفهادية، ابو درابي، المصفاة، ام طفرة وام مطاية".
المراة المؤمنة
الكاتب باسم صبار الازيرجاوي ًقال لوكالة الأنباء العراقبة (واع) كاشفا عن اصل اسم قضاء الميمونة: "كانت هناك مضخة للماء تدار من عائلة متكونة من زوج وزوجته وحسب المعلومات التاريخية فإنهم من سكنة قرية گرملي التي أسست على اسم جنرال عثماني في عشرينات القرن الماضي، وهذان الشخصان كانا مؤمنين ومتعلقين بالعبادة والصلاة ومساعدة الآخرين، وكانت المراة أكثر عملا وعرفت لدى أصحاب البضائع التجارية من الذين يقصدون أسواق الجملة في لواء العمارة بواسطة وسائط نهرية بسيطة والتي كانت تسمى بالعانية، والطبگة، أو السفينة أو المشاحيف الكبيرة، وكانت تسير بواسطة أدوات يدوية لعدد من العمال في مسيرة الذهاب و الإياب، وعند العودة يختارون محطة الاستراحة وقضاء ليلتهم، بعيدا عن عيون قاطعي الطرق والسراق وحفاظا على بضاعتهم وأموالهم التي يودعونها عند المرأة، فأمر صاحب البضاعة أو التاجر من رجالاته التوقف والاستراحة عند المراة (المؤمنة) اي السيدة المتدينة، المؤمنة، الورعة، الأمينة، حتى شاع صيتها بين الأهالي وسكان المنطقة بهذا الاسم وهو ينادون أحدهم الآخر أين ستمكثون، أين ذاهبون، أين سيكون محط رحالهم، يجيبهم الآخر، إننا سنحط رحالنا عند (المؤمنة) وبمرور الوقت تم تسمية الناحية بأسم الميمونة نسبة لتلك المراة، المؤمنة".
وأضاف أنه "تم تحويل ناحية الميمونة الى قضاء في عام ١٩٦٠، واستحداثها تحت اسم (قضاء الميمونة) يقطنها حاليا ٦٥ الف نسمة من السكان، وتضم الكثير من العشائر العراقية ويعتمدون في معيشتهم على زراعة محاصيل الحنطة والشعير والشلب وصيد الأسماك وتربية الأبقار والجاموس والمواشي، لكن هذه المدينة عانت الويلات والدمار جراء سياسة النظام السابق، خصوصا من قرار تجفيف الاهوار مما حدا بسكان المناطق الريفية الى الهجرة لمحافظات بغداد والبصرة والنجف وكربلاء ومدينة العمارة".
منجم الإبداع
وتابع أن "الميمونة تعدّ منجما لعشرات من المبدعين في مجال الثقافة والأدب والفنون والرياضة والعلوم، وشهدت خلال السنوات الأخيرة تشييد مبان عمرانية أبرزها مركز الأورام شمال مدخل المدينة الشمالي والذي أصبح مهما حيث يستقبل مرضاه من محافظات الشمال والوسط وخصوصا من مدينة الموصل، حيث أثبت أهالي الميمونة معدنهم الكريم واصالة انتمائهم لهذا الوطن وبعثوا برسالة للآخرين من الذين يتصدون بالماء العكر ويلحون بعودة الطائفية المقيتة، أن العراقيين يتجمعون تحت مائدة واحدة َبروح واحدة، تدفعهم عقيدتهم بالانتماء لهذا الوطن وهذا الشعب الواحد، وهذا العمل جعل من مرضى محافظة نينوى وذويهم ينعمون بالراحة والارتياح، الأمر الذي خفف من معاناتهم في السفر وعند تلقى الجرعات الطبية من المركز، فضلا عن إنشاء ملعب الميمونة الأولمبي الذي يسع لألفي متفرج، حيث شهد إجراء مباريات عديدة من فرق الدوري الممتاز العراقي، واستحداث أحياء جديدة بالقضاء مثل الغدير والسلام والشرطة والشهداء، ولكن يبقى أهالي القضاء يطالبون بتحسين الواقع الخدمي بشكل يتناسب وحجم التضحيات والمأسي التي تعرضوا لها خلال الزمن الماضي في ظل الحكومات المتعاقبة، وسياساتها في توزيع الثروات والمشاريع الخدمية في مختلف القطاعات الزراعية والاقتصادية والصحية والتربوية في الطبر، الابيجع، ام عين، الحراكة، الشامخية، ابو سبع، العشرات، العكَب، كَرملي، السليمية، المشرعة، الرعاش، كَريزية، الحريجة، باب الهوى، عذيفة، ابو جنايز، ابو خطارات، ام كَعيدة، وتوفير العمل للمئات من العاطلين.