احتفلت مديرية الثقافة والفنون السريانية في حكومة إقليم كردستان ،بالذكرى العاشرة لتأسيس المتحف السرياني في قضاء عينكاوة الذي يضم القطع التراثية القديمة للسريان والتي تم تجميعها من مواقع مختلفة من العراق.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وقال مدير المتحف كلدو رمزي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "متحف التراث السرياني تأسس العام 2011 في قضاء عينكاوة ذات الاغلبية المسيحية التابعة لمحافظة اربيل ،بعد عمل طويل وكبير من المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في حكومة اقليم كردستان بتجميع القطع التراثية القديمة من عدة مناطق مختلفة بالعراق" ،موضحاً أن "القطع الموجودة بالمتحف يعود تأريخها الى عام 1800 م، أي قبل 200 عام ، وتوجد هناك 3000 قطعة محفوظة بالمتحف وموزعة على قاعتين الأولى تضم أزياء قديمة وقطعاً لاستخدامات مختلفة في الحياة العامة آنذاك ، ومن أهم القطع أختام قديمة ومخطوطات مهمة".وأضاف أن "هذه الموجودات نفيسة وتمثل تراث آبائنا وأجدادنا وهو تراث غني لم يؤثر فقط على ثقافتنا كشعب كلداني سرياني آشوري بل على المكونات العراقية الأخرى ، ففي مجال الغناء مثلا آبائنا واجدادنا هم من قدموا الكثير لهذا الفن مثل منير بشير ومامة سيوة وآخرين ، بالاضافة الى ان اول مسرحية عراقية عرضت كانت في القوش - نينوى عام 1918 وهي مسرحية دينية قدمت في باحة كنيسة ، هذه اشياء نفتخر بها لكوننا قدمناها لوطننا العراق ".
وتابع رمزي أن "المتحف ليس مكاناً تعرض فيه موجودات فقط بل هو المرآة التي تعكس انجازات وابدعات وعطاءات آبائنا واجدادنا للوطن والمكونات المتآخية التي نعيش معها ، والمتحف مفتوح للجميع ومجانا وخلال جميع ايام الدوام الرسمي من الساعة الثامنة مساء الى الخامسة عصرا ، ولدينا تنسيق مع وزارة التربية لاستقبال جميع الطلبة من جميع المكونات بالعراق لترسيخ مفاهيم الاخوة والتعايش السلمي ، ويعمل بالمتحف موظفون متخصصون لشرح وتثقيف الزوار وتقديم المعلومات عن القطع الموجودة لدينا ".
وأوضح أن "ميزانية المتحف الشهرية والبالغة 100 ألف دينار لا تكفي للصيانة البسيطة ،ولكننا نبحث عن البدائل بسبب هذه الأزمة المالية ، واستطعنا مؤخرا الحصول على منحة من منظمات دولية للعمل على مشروع جديد بالمتحف وهو رقمنة الموجودات واطلاق (ويب سايد) جديد للمتحف وهذا موضوع مهم جدا الآن وفي المستقبل ، وتربطنا علاقات قوية وجيدة مع المتحف الوطني العراقي ومتاحف عراقية وعالمية أخرى".
من جهتها أشارت مسؤولة القاعات في المتحف ميسون ابراهيم الى أن"القاعة الاولى تضم عدة اقسام منها قسم الازياء لجميع مناطق تواجد المسيحيين في العراق وهذه الملابس هي إما قديمة جدا تم التبرع بها أو تمت إعادة تصنيعها وفقا لمخططات أو صور قديمة عن ازياء كل منطقة ، وتختلف وتتنوع الازياء من مكان لآخر وكذلك نلاحظ أن هنالك اختلافاً بالتصميم والالوان بين ازياء النساء والرجال والشباب وكبار العمر، وأن اختلاف التصاميم والمنقوشات على الازياء له علاقة بطبيعة كل منطقة وعملها وهواياتها ، وأن الريشة التي توضع على رأس الشباب إذا كانت ملونة يعني هنالك احتفالية وأن كانت بيضاء فإن هنالك سلاماً وتصالحاً وأن كانت حمراء فهذا يعني الذهاب للحرب"، مبينة أن "الجناح الثاني في القاعة الاولى يضم معدات منزلية وادوات زراعية كانت مستخدمة في القرى آنذاك، واغلب الموجودات بهذا الجناح يعود عمرها الى مئة سنة أو اكثر، أما القاعة الثانية فهي القاعة الثقافية والفنية وتضم مخطوطات قديمة وآلات قديمة سينمائية وفنية وحربية".
وقالت مسؤولة الصيانة في المتحف تارا شمعون: إن الموجودات بالمتحف قديمة ويجب المحافظة عليها لذلك نقوم بعمل صيانة على جميع القطع ولدينا مختصون لهذا الغرض يعملون بإجراءات خاصة للمحافظة عليها من الضوء والتراب والحرارة والبرودة باستخدام معدات خاصة لذلك منها مضادة للحشرات".
وأضافت أن "المخطوطات والكتب القديمة تحتاج الى صيانة ورعاية خاصة ، وعملنا يستند الى عدة انواع من الصيانة منها يومية واسبوعية ودورية كل فصل أو كل سنة ، وفي حالة تضرر أو كسر أي قطعة وبالأخص القطع الفخارية فتتم صيانتها من قبلنا وإعادة عرضها مرة أخرى بالمتحف ".
ومن الجدير بالذكر ان هنالك جناحاً جديداً خاصاً تم إنشاءه بعد زيارة البابا للعراق يوجد فيه الكرسي الذي جلس عليه قداسة البابا وملابس ومقتنيات أخرى له وكذلك جهاز تلفزيون يعرض قناة العراقية الأولى وبثها لكل تفاصيل زيارة البابا الى العراق .