بعد أن خطف كورونا منه زوجته وابنه، اختار مواطن بغدادي التطعيم بلقاح كورونا سبيلاً للحفاظ على ما تبقى من أفراد عائلته.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
أبو سامر في العقد الخامس من عمره يرى الأيام قد وقفت، وأغلقت الفرحة أبوابها، وناخت ركاب جماله، وقالت للزمن قف هنا، بعد أن أصيب وعائلته بالوباء وفجع بزوجته وفارقت روحها وهي تنظر بعينيه، وتصارع الفيروس، وكاد هو الاخر أن يفقد حياته وحياة ولده سامر، حتى حلت معجزة الله بالشفاء، وشد عود شجرته مجدد بفرحة مكسورة، مما دفعه الى مجاراة العلم واهل الاختصاص، واخذ اللقاح لتجنب الوباء من أن يحل به مجددا.ويقول أبو سامر ذو 54 عاما وفقا لبيان لدائرة صحة بغداد الرصافة تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): "كنت في حياة كسائر الناس، أعيش في كنف عائلتي مع زوجتي واولادي الثلاثة وزوجاتهم وابنتين، وأعمل في محل للبقالة بمدينة الصدر، حتى أثير خبر الوباء، ويترقب الناس دخوله للبلاد بخوف وتوجس، وأعلن عن تسجيل اول إصابة في العراق بمحافظة النجف، ودخلت البلاد في رعب مطبق وشلت الحياة، الا أني كنت غير ابه للأمر وأراه مبالغا به وكذبة جديدة".
ويضيف أبو سامر: "كنت من أشد المعارضين للبس الكمامة، وغير مبال للفايروس والاصابات التي تسجل بشكل يومي، رغم سماعي لإصابة العشرات ومن ثم المئات من الأقارب والأصدقاء والجيران، حتى احتل الفيروس جسدي دون علمي، وأدخلته لبيتي وأسكنته وسط صدور عالتي، ونال منا بالكامل ونخر قوانا، ونقلت الى العناية المركزة أنا وزوجتي احدنا قرب سرير الاخر".
ويفيد "كانت عيناي تبصر زوجتي وهي تصارع المرض وتتباطأ أنفاسها شيئا فشيئا، وبجانبها أنا الاخر تمكن الفيروس مني غير قادر على مد يد العون لها حتى بكلمات، الى أن رأيت روحها وهي ترحل الى بارئها وهي تشخص ببصرها نحوي باخر لحظات من حياتها".
وتابع قائلا: "خبر وفاتها زاد نكستي الصحية، ومن ثم تلاها ابني الذي قال الأطباء عنه إنه بات في عداد الموتى، بعد أن تضررت رئتيه بالكامل، وخيم الحزن على العائلة بالكامل، وكأن زلزالا او إعصارا حل بالمنزل وناله من نصيبه الدمار، ومن ثم حل نور الله بشفائي وولدي وباقي العائلة وتنفست الصعداء قليلا"، مبينا أن "فرحة الشفاء كانت مكسورة بعد أن فقدت العائلة عمودها وبريقها برحيل ام سامر التي أعدها جنة الله في ارضه، وشريكة افراحي واحزاني طيلة 30 عاما من الزواج".
ويلفت أبو سامر الى أنه "يعيش حالة من الندم، كونه يرى أنه كان سببا بفقدان زوجته لحياتها وتضرر العائلة بالكامل، نتيجة اهماله وتغافله عن الامر وعدم اهتمامه بالإجراءات الوقائية".
ويشير: "أتيت لأخذ اللقاح لتجنب شبح الموت، وخوفا من فقدان احد افراد عائلتي، ودفعت بالعائلة بالكامل نحو اخذ اللقاح لتحصينهم من الوباء، ورغم ضعف اعداد الإصابات الا أني مازالت مطبقا في منزلي لكل الإجراءات الوقائية".
ودعا أبو سامر في كلمة له المواطنين: "لقحوا كي لا تفجعوا بحبيب لكم، لقحوا لكي لا تروا غصات الموت وحدة تلو الأخرى، لقحوا كي لا تعيشوا ما بقي من العمر بحسرة الفقد والالم، لقحوا للحفاظ على صحتكم".