ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
الجُمهور الذي ذهب لانتخاب مرشحيه في الانتخابات الاخيرة وحتى الانتخابات السابقة لم يكن يفكر بشيء اكثر من تقديم الخدمات كنتيجة لتلك الانتخابات فلم يصوت الناخبون لاجل ان يقيم العراق علاقات دولية لصالح هذه الدولة او تلك، ولم يصوت الناخبون لاجل ان يصل العراق الى القمر او يكتشف المريخ من خلال الفائزين في تلك الانتخابات، بل كل هم المواطنين سواء الذين انتخبوا او قاطعوا كانوا بحاجة الى خدمات تُعد الحق الطبيعي لهم في رقبة السلطة اي سلطة كانت سواء التشريعية او التنفيذية او القضائية وكل في مجال تخصصها ومساحة اشتغالها، فالكهرباء المستمرة والماء النظيف والشوارع المعبدة والصحة والتعليم الجيدان باتت من المسلمات توفيرها في دول لا تمتلك نصف ما يمتلكه العراق من موارد وثروات طبيعية كانت ام بشرية، بينما مازلنا نحبو من اجل تحقيقها في تحدٍ كبير واجهته وفشلت به الحكومات السابقة. اليوم وبعد اعلان نتائج الانتخابات لم يعد الناخب معنيا بمن فاز بمقعد او خسر اخر، ولا يشغله كثيرا تقدم الكتلة سين او تراجع صاد، بل ما يهمه من كل ذلك هو ان تترجم اصواته بخدمات تضمن له حياة كريمة، فيها الماء والخضراء والكهرباء وغيرها من اساسيات الحياة.المواطن سواء الناخب او المقاطع ادى ما عليه فمن كان ناخبا ادلى بصوته واسهم في انجاح عملية التداول السلمي للسلطة ومن قاطع او رسالة اعتراض عما يراه من تراجع في حياته العامة وكلاهما اي المصوت والمقاطع اوصلوا رسائلهم كل بطريقته، وينتظرون الرد من القوى السياسية الفائزة بالانتخابات ولا رد ابلغ من ان تقدمه الحكومة والبرلمان المقبل ابلغ من الاسراع في تقديم الخدمات الاساسية للمواطن وتكفل له حياة كريمة بعيدا عن وايرات السحب وماطورات سحب الماء وطسات الشوارع وغيرها.
وهذا ليس بمستحيل مع وجود طبقة سياسية جديدة الى حد ما وحكومة وبرلمان جديدين مع ارتفاع اسعار النفط واستتباب الوضع الامني في عموم محافظات البلاد فلا ارهاب ولا داعش ولا تفجيرات والحمد لله على ذلك.
فلا خيار امام السلطتين التنفيذية والتشريعية المقبلة سوى النجاح في تقديم الخدمات، وهذا يتوفر ان توفرت الارادة السياسية قبل كل شيء.