كَما ان على المرشح ان يجتهد في اقناع ناخبيه لمنح اصواتهم له وايصاله الى قبة البرلمان، كذلك على الناخب ان يجتهد في ايجاد المرشح المستحق لذلك الصوت الذي سيكون سببا في تشكيل السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهذا يعني ان صوته هو من يحدد وإن لم يكن بطريقة مباشرة الافراد الذين سيقدمون الخدمة لهذا المواطن وكذلك المنهج الذي سيدير الدولة التي يعيش فيها.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
لذا عزيزي الناخب اعرف جيدا ان صوتك اكبر بكثير من وليمة طعام يعدها لك هذا المرشح او ذاك فمن حقه كمرشح ان "يعزب" ليجمع اكبر قدر ممكن، لكن اعرف جيدا انك إن قبلت بها فان قبولك لا يتجاوز كونه عربون قبول استماع لبرنامج المرشح ووعوده لا بيع صوتك.عزيزي الناخب قد سمعت ابان الدورات الانتخابية السابقة العديد من الوعود وربما من نفس المرشحين وعرفت جيدا مقدار ما تحقق منها وما لم يتحقق، لذا فان قائمة الوعود التي يقدمها لك المرشح راجعها بشكل جيد، فهناك وعود اكبر من مسؤولية المرشح والنائب لاحقا، فاذا وجدته كريما باطلاق وعود تتجاوز "القارة الاسيوية" فاعلم انه سيكون بخيلا في تنفيذها، لا سيما ان قانون الانتخابات الحالي وفق نظام الدوائر حجم من مساحة طموح النائب وما يعمل على تقديمه لجمهوره، صحيح انه عندما يفوز يمثل الشعب، كل الشعب، لكنه بالاساس سيكون بمواجهة شبه يومية مع ناخبيه، فلا تثق عزيزي الناخب بكريم الوعود فوق طاقته ومساحة مسؤوليته.
عزيزي الناخب لا يغشك تبليط المرشحين ولا نصب محولة الكهرباء فانك بذلك تشجعهم على استغلال المنصب والسلطة، اذ تنعدم مجالات تكافؤ الفرص بين مرشح هو نائب حالي او نائب لدورات متعددة وبين مرشح لاول مرة لا يملك نفوذا ولا سلطة ولا علاقات، فان اعطيته صوتك مقابل كم متر تبليط او غيرها من "سوالف الانتخابات" فاعلم انك تسهم في خلق نائب فاسد مستقبلا . عزيزي الناخب لا تبتز المرشح بماله ونفوذه لا سيما اذا كنت ذا وجاهة بين قومك واهلك وناسك لانك بذلك ستمكن صاحب المال بلا نزاهة وتبعد صاحب النزاهة بلا مال.
عزيزي الناخب لا بد من ان تدرك ان صوتك هو من يصنع مستقبلك فلا تنتخب فاسداً وتلعن الفساد ولا تنتخب جاهلا وتلعن الجهل ولا تنتخب السيئ وتلعن سوء حياتك.
عزيزي الناخب صوتك يصنع الفارق .