تصوير حيدر فرمان
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
في خارطة الوطن ترسم جموع بشرية مولعة بعشق الإمام الحسين (عليه السلام) أنهراً تتفرع من ربوع العراق لتصب جميعها في قلب كربلاء حيث المرقد العظيم، جموع خطت بأقدامها المتعبة مسيرة ثورة استنهضت في ضمائرهم عمق القضية التي انطلق من أجلها الحسين (عليه السلام) وهي طلب الإصلاح في أمة جده، ليتحول هذا المشروع العظيم الى حقيقة ارتبطت بالوجود ولتضع أرض الرافدين في المقدمة دائما في المناداة بمبادئ هذه الثورة العظيمة.
مسيرة العطاء
محمد جواد مواطن من محافظة البصرة قال لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن"هذه المسيرة التي قطعها منذ عدة أيام باتجاه كربلاء المقدسة فيها دروس عديد ،ولعل أهمها درس العطاء بلا مقابل ،وهو ما جسدته المواكب على طول المسيرة من البصرة الى كربلاء المقدسة".
ويرى أبو علي المياحي صاحب موكب في محافظة واسط أن "الزيارة الأربعينية فرصة حقيقية لمحاور النفس ،لأن الإنسان عندما يقطع مسافة تتجاوز في بعض المحافظات 400 كيلومتر مشياً على الأقدام فإنه حتما سيكون في حوار مع الذات ،وهذا إحدى فضائل هذه الزيارة العظيمة".
مواكب لا تنقطع
وعلى طول طريق الزيارة ومن جميع الاتجاهات تنتشر المواكب الحسينية لتقديم ما جادت به من طعام وشراب وخدمات أخرى للزائرين يقول أحمد البديري صاحب موكب في محافظة بابل: إن "المواكب مستمرة ولن تنقطع حتى إتمام الزيارة ،وهدفها تقديم الخدمات للزائرين من جميع المحافظات"، مبيناً أن "هناك تنسيقاً وتعاوناً بين أصحاب المواكب يبدأ من التوزيع الجغرافي لنصب المواكب انتهاء بالتنوع في تقديم الخدمات والأطعمة وكل ما يحتاجه الزائر".
خطط أمنية
بدوره، قال قائد عمليات كربلاء اللواء الركن علي الهاشمي في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن"الخطة الأمنية الخاصة بالزيارة اشتركت فيها جميع القوات الأمنية والعسكرية من وزارتي الدفاع والداخلية إضافة الى طيران الجيش والقوة الجوية"، مشيراً الى أن "قيادة عمليات كربلاء أكدت على السيطرات الخارجية بالتفتيش الدقيق واستخدام (الكي ناين) وأجهزة كشف المتفجرات للحيلولة دون حدوث أي خرق أمني".
وأضاف أن "الخطة الأمنية هذا العام مرنة وتختلف عن سابقاتها بكونها تتضمن فتح جميع الطرق والسيطرات أمام الزائرين لضمان وصولهم الى المراقد المقدسة وأداء الزيارة بيسر وأمان"، مبيناً: "اعتمدنا في هذه الخطة على الطوق الخارجي لكربلاء فأوكلت مهمة حمايته الى الجيش والحشد الشعبي وأفواج من الشرطة، اما داخل المدينة فقد تم رفع أغلب السيطرات الفرعية واعتمدنا على المتطوعين المدنيين وافراد من الشرطة لتأمينه".
الخدمات الحكومية
من جانبه قال مسؤول شعبة التشغيل والصيانة في مديرية ماء كربلاء عادل مهدي عباس لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "مديرية ماء كربلاء تستعد سنوياً لتغطية زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) باستنفار جميع جهودها البشرية والآلية من أجل إيصال الماء الصالح للشرب الى الزائرين".
وأضاف أن "المديرية أعدت خطة متكاملة لتغطية جميع المناطق وتقديم خدماتها لأبناء المحافظة وزائري المراقد المقدسة".
وأكد: "نعمل على أربعة محاور في (بغداد ، النجف، الهندية ، وعين التمر) بواقع 163 آلية من كربلاء وبقية المحافظات الساندة"، مبيناً أن "خطة المديرية الخاصة بزيارة الأربعين قد بدأ العمل فيها منذ اليوم الخامس من شهر صفر وتستمر الى ما بعد الزيارة بمشاركة بلدية كربلاء في تنظيف الشوارع".
وأشار الى أن "الخطة تضمنت العمل بها 24 ساعة في اليوم بنظام البديل مع تواجد الملاكات الفنية والهندسية في جميع دوائر المديرية ومشاريعها لتوفير المياه وتصليح اي كسر قد يحدث خلال الزيارة".
تنظيم الطرق
الى ذلك قال مدير العلاقات والإعلام في المديرية العامة العميد حيدر كريم لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الخطة المرورية الخاصة بالزائرين المتوجهين الى كربلاء دخلت حيز التنفيذ"، مشيراً إلى إنه "تمَّ قطع جانب واحد من الطريق الذي يربط الراشدية مروراً بالقناة وتقاطع الصليخ ومناطق بغداد الجديد، والكمالية والمشتل والعبيدي لغاية جسر الدورة".
وأشار إلى أن "الخطة المرورية تضمنت أيضاً قطع جانب واحد من الطريق الذي يربط جامع أم الطبول باتجاه تقاطع المصافي وصولاً الى السيطرة 75".
الزائرون الأجانب
إدارة مطار النجف الأشرف الدولي، وضع من جانبها خطتين اثنتين لاستقبال زائري الأربعينية خلال الأيام المقبلة، فيما أكدت أنه تم تسجيل قفزة بأعداد الوافدين إلى المطار".
وقال مدير إعلام مطار النجف الأشرف عدي البهاش لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "إدارة مطار النجف الأشرف الدولي ومنذ أكثر من شهر أتممت الاستعدادات ووضعت خطتين اثنتين لاستقبال الزائرين الأولى تشمل الأعداد القليلة أي بنحو 20 رحلة في اليوم، والثانية تشمل الأعداد الكبيرة المحتملة في الأيام المقبلة والتي من المتوقع أن تصل إلى 100 رحلة في اليوم".
وأضاف أن "هناك استعدادات كبيرة وواضحة تبدأ من هبوط الطائرة على أرض مطار النجف الأشرف حتى خروج المسافرين من صالات المطار، والتي تتضمن إجراءات صحية دولية معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية"، مشيرا إلى أن "إدارة المطار قررت أن يكون دوام الموظفين 100 % بدلاً عن 50 % لضمان انسيابية العمل".
وكان رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي قد وجه الوزارات و الجهات غير المرتبطة بوزارة والمحافظات كافة، بمضاعفة عدد التأشيرات الممنوحة للزائرين من الدول العربية والإسلامية لأداء مناسك زيارة أربعينية الإمام الحسين ( عليه السلام ).
ويحيي ملايين الزائرين الزيارة الأربعينية من خلال الذهاب إلى كربلاء المقدسة مشياً على الأقدام، في وقت أعلنت فيه محافظات تعطيل الدوام الرسمي لعدة أيام تزامناً مع الزيارة.