أشاد محللون وسياسيون وخبراء اقتصاديون، اليوم الثلاثاء، بزيارة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الأخيرة إلى طهران، وفيما عبروا عن تفاؤلهم بخطوات رئيس الحكومة على المستوى الإقليمي والدولي، أكدوا أنها تمثل منفعة كبرى للعراق على المدى البعيد.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
المحلل السياسي نجم القصاب، قال لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "زيارة الكاظمي الى طهران لها دلالات بأن العراق اختلف عن السابق عندما كان يحسب على المحور الشرقي او المحور الغربي، وبالتالي لم يستطع الخروج من الازمات والصراعات الاقليمية والدولية".وأضاف القصاب، أن "هذه الزيارة أعطت وعداً بأن العراق لاعب معتدل وسطي يعمل على تقريب وجهات النظر بين الدول المتقاطعة والمختلفة"، مؤكداً أن "هذه الخطوات تسجل للكاظمي وحكومته".
فيما يرى المحلل السياسي حمزة مصطفى، زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بانها تعد جزءاً من مخرجات مؤتمر قمة بغداد، خاصة وأن ايران كانت حاضرة ومؤيدة لمخرجاتها وبالتالي فإن الزيارة تندرج بهذا الاطار".
مصطفى أكد في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "العراق يريد أن يواصل جهوده بين ايران واميركا من جهة، وبين ايران والمملكة العربية السعودية من جهة اخرى"، لافتاً إلى أن "زيارة الكاظمي صبت بهذا الاتجاه".
وتابع: "أما الجانب الاخر لها هو لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وعلى مستويات مختلفة منها العلاقات الاقتصادية والتجارية وايضاً ما يتعلق بالطاقة، فضلا عن موضوع التأشيرة والربط السككي".
بدوره، لفت الخبير المالي صفوان قصي، خلال حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إلى أن "العراق يسعى الى أن يكون ضمن منطقة التوازن بالعلاقات الاقتصادية مع معظم دول المنطقة"، مشيراً إلى أن "ايران تمثل عمقاً اقتصادياً خاصة في ملف الطاقة باعتبار أن العراق بحاجة الى الكهرباء والغاز".
وبين قصي، أن "عملية اعادة ترتيب اوراق استيراد الطاقة وآلية تسديد المستحقات لإيران هي ضمن المحاور التي تمثل عقبات امام التكامل الاقتصادي، فضلا عن عملية وجود خريطة للتكامل الزراعي".
وأكد، أن "ذلك سيسهم في عملية استقرار الاسعار على المستوى العراقي كون عملية وجود خارطة زراعية عراقية بعيدة عن الانتاج داخل إيران سيساهم في ارباك المزارعين، وبالتالي فإن عملية وجود تكامل بين العراق والمنطقة سيساهم في تحقيق الامن والاستقرار للعراق على المدى البعيد".
وأضاف، أنه "من الممكن أن يكون العراق معبر الانتاج من قارة افريقيا باتجاه الصين من خلال ايران، مما سيرفع من قدرة العراق الاقتصادية على التنويع، بالاضافة الى ميناء الفاو وامكانية تشغيل إيران من الفاو ايضا من القضايا المهمة على المدى البعيد، لاسيما وأن عملية تشغيل الميناء ستساهم في التبادل التجاري بين قارة اسيا والاتحاد الاوربي وقارة افريقيا".
ولفت الخبير المالي، إلى أن "مؤتمر بغداد، أظهر بوضوح محاولة العراق في أن يكون ضمن منطقة التوازن واعادة ترتيبه للأوراق والعلاقات بين الدول على اساس المصالح".
وكان الكاظمي، قد اختتم في وقت سابق، زيارته إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان له تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع) ، أن الكاظمي اختتم زيارته الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعاد إلى أرض الوطن .
وتوجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الأحد الماضي، على رأس وفد حكومي كبير، إلى إيران في زيارة رسمية بدعوة من الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي.
وقال الكاظمي في تصريح قبيل المغادرة: إن " الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وفتح آفاق التعاون في مختلف المجالات، والتركيز على عمق العلاقة بين البلدين الصديقين".
وناقش الكاظمي خلال الزيارة مجموعة من الملفات خلال المباحثات الثنائية مع الرئيس الإيراني، فيما أشار إلى أن موقف العراق ثابت تجاه علاقاته مع إيران.
وقال الكاظمي خلال مؤتمر صحفي عقد مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران، "أشكر الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وجئنا اليوم في زيارتنا إلى ايران لتهنئة الرئيس الإيراني على توليه رئاسة الجمهورية الإسلامية"، مبينا "أننا ناقشنا اليوم مجموعة من الملفات الثنائية التي تربط البلدين".
وتابع الكاظمي أن "هذه الزيارة هي الثانية إلى إيران خلال عام ويدل على اهمية هذه العلاقات"، موضحاً "أننا ناقشنا بعض الملفات لتحقيق المزيد من التعاون في الملفات المشتركة بما تعزز العلاقات الأخوية والروابط التأريخية وتحويل هذه الشراكات المثمرة على كل المستويات لتصب في مصلحة الشعوب".
وأضاف الكاظمي أن "العلاقات والحدود العراقية الايرانية 1460 كم جغرافياً، ولكن علاقتنا أكثر من الجغرافية"، لافتاً إلى أن "هناك منطلقاً تاريخياً وأخلاقياً وسياسياً وثقافياً، ولهذه العلاقة تأريخ طويل من المشتركات".
وأكد الكاظمي "مناقشة ملفات مشتركة اقتصادية ومشاريع استراتيجية تخص السكك الحديد الشلامجة – البصرة، وكذلك مناقشة زيادة التبادل التجاري بما يخدم مصالح الشعبين".
ولفت الكاظمي إلى أن "الشعب العراقي يتقدم في تكريس مفهوم الديمقراطية والسيادة الوطنية وبناء أفضل العلاقات مع دول الجوار".
وقدم الكاظمي شكره لـ"كل من وقف مع العراق في حربه ضد عصابات داعش الإرهابية"، منوهاً بأن "إيران وقفت مع العراق منذ اللحظة الأولى لمحاربة داعش".
وأوضح الكاظمي أن "موقف العراق ثابت تجاه علاقاته مع الجمهورية الإسلامية"، مبيناً أن "حكومة العراق وشعبه يقفان مع الحكومة الإيرانية والشعب الإيراني في كل تحدياته وظروفه".
وذكر أن "العراق يدعم إيران في كل مساعيها في الحوار لحل جميع المشكلات التي تساهم باستقرار المنطقة".