ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
منذ عقد التسعينيات وهو آخر عهد لعلاقة الجامعة بالشعر والأدب، وكي لا أتجنى لي أن أقول إن الأكاديميين المعنيين بالأدب ونقده لم ينقطعوا، لكنهم لم يسهموا ولم ينتجوا لنا وجوها جديدة لها صلة ومحبة مع الوسط الأدبي، فنحن لم نلحظ أي مشترك لدى طلبة الدراسات العليا، بين الجامعة والوسط الأدبي إلا ما ندر، وهنا لا أعني الوسط (الفيسبوكي)، فذلك يقع تحت عنوان: شاعر ومدوّن، وقاص ومدوّن، وناقد وكل شيء!.الآن هل لي أن أبشّر باسم نقدي، قد يلمع جدا إذا استمر واستثمر دعم أساتذته؟.
بدءا أعتذر له إذا كان هذا المقال قد يضره أكثر مما ينفعه؛ ذلك لأن كاتبه “حسين القاصد” المختلَف عليه جدا، لكن الأمانة العلمية واستبشار الفرح في ظهور اسم إبداعي جديد يوجب علينا كأمناء على ذلك أن نؤشر ونهتم بمن ينبغ ويبدع في أوساطنا الأكاديمية.
اليوم أنا بصدد باحث بالمعنى الأكاديمي، وهو باحث جريء ورصين، وقد نال الماجستير بتقدير (امتياز) في تناوله الشعر التسعيني في العراق، ولن أضيف له شيئا بعد ثناء أستاذتنا الدكتورة نادية العزاوي، كما أني حضرت مناقشته وكانت مشرفته الناقدة الدكتورة بشرى موسى صالح، وكان من بين مناقشيه الشاعر عارف الساعدي، ولقد ألقت مشرفته كلمة بحقه قالت فيها: إنه (يتمضمض) شعرا، وأحسب هذا أدقَّ وصف يليق بطالبها.
عباس الشمري عقلية نقدية وبحثية جادة، وهو استثنائي جدا في زمن استسهال الحصول على الشهادات العليا بدراسة موضوعية فنية وما إلى ذلك.
هذه مواهبه وصفاته، ألا يحق لي أن أبشر به ناقداً؟ لا سيما أن أغلب نقاد زماننا هم من صنف (يقرأ ويكتب) وأحيانا قد لا يقرأ ويهمه فقط أن يكتب.
فألف تحية لأستاذتنا الدكتورة نادية العزاوي؛ لأنها رعته وعرفت ما لديه، وألف تحية لجميع أساتذته في كلية التربية- الجامعة المستنصرية، لأنهم أسهموا في نضج هذا العقل النقدي.
ومما يسر، وهو خارج هذا المتن تماما، أن عباس الشمري حين أراد أن يتزوج طلب مني أن أصطحبه وأخطب له، وما أنا بأستاذه ولا أحد عمومته أو أقاربه، وكان ذلك شرفا لي قبل أن يعده شرفا له.
كم هو جميل أن نجد ما نحتفي به ونبشر بعلميته!، كل التوفيق والسداد لعباس الشمري ناقدا كان بالمعنى الذي أراه أم باحثا بالمعنى الذي طوّقته به الدراسة الجامعيّة.