الرئيسية / مؤتمر بغداد.. مكاسب اقتصادية منتظرة تؤكد نجاح دبلوماسية الحوار والاستثمار

مؤتمر بغداد.. مكاسب اقتصادية منتظرة تؤكد نجاح دبلوماسية الحوار والاستثمار

بغداد - واع - حسام محمد علي
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
إجماع على دعم أمن واستقرار العراق وتركيز على المضي بمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي تصب بمصلحة العراقيين وبقية شعوب المنطقة، شهدتها كلمات الزعماء الحاضرين لمؤتمر بغداد للشراكة والتعاون، الذي حظي باهتمام عربي وإقليمي ودولي، ومهد لتفاهمات من شأنها التأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات العراقية – الإقليمية والعربية.

المؤتمر الذي حضره رؤساء فرنسا إيمانويل ماكرون ومصر عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ورئيس وزراء الكويت صباح خالد الصباح ونظيره الإماراتي محمد بن راشد آل مكتوم ووزراء خارجية إيران والسعودية وتركيا، شهد عقد لقاءين مهمين جمعا السيسي وآل ثاني بأول اجتماع مصري – قطري عالي المستوى منذ سنوات، أعقبه لقاء ثانٍ لا يقل أهمية جمع آل ثاني أيضاً برئيس الوزراء الإماراتي هو الأول منذ تأزم العلاقات بين دول خليجية وعربية مع قطر قبل أربع سنوات، في لقاءين تما برعاية عراقية أكدت على دور بغداد الجامع للأشقاء والأصدقاء على طاولة الحوار الهادف لطي صفحة الماضي وتحسين العلاقات بما يصب في مصلحة الشعوب ويدعم الاستقرار الإقليمي.

الخارجية العراقية: بغداد جمعت الزعماء بلقاءات ثنائية أكدت أنها نقطة التقاء

ويؤكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف، أن "مؤتمر بغداد كرس لانتقالة نوعية وجوهرية وأساسية بين آب 2014 وآب 2021، على مستوى صناعة أولويات السياسة الخارجية العراقية وإعادة تنميط مصادر القوة في العلاقات ما بين العراق وجيرانه وأصدقائه".
ويضيف في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "العراق طرح رؤية خلال المؤتمر تؤكد ضرورة التكامل الاقتصادي والاستثماري لما يتوافر عليه البلد من موارد وموقع جغرافي، ويبقى الجامع هو الشراكة والاستثمار على أساس تنمية الشعوب ورفع معدلات انتاجها ما يعكس المزيد من فرص الاستقرار".
وتعليقاً منه على ما شهده المؤتمر من لقاءات ثنائية بين الزعماء المشاركين أكد الصحاف، أن "المؤتمر أرخ لمسألة مهمة جداً أن العراق مقبول من جميع الأطراف وها هي تجتمع في بغداد بوصفها نقطة التقاء وحوار ذو طابع ثنائي بين الأطراف الحاضرة".
ولفت إلى أن "العراق طوى مرحلة عصابات داعش الإرهابية بجهود القوات المسلحة وتجاوز محنته الاقتصادية والآن يؤسس لمرحلة جديدة قوامها التكامل والاستثمار بوصفه نقطة اشتراك ولقاء وحوار متفق عليه بين هذه الأطراف".

مكاسب اقتصادية مرتقبة

أهمية انعقاد مؤتمر بغداد الاقتصادية بالنسبة إلى العراق يؤكد المحلل السياسي العراقي، بسام القزويني، أنها ستكون حاضرة في الفترة المقبلة وستصب بمصلحة شعبه.
ويوضح في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "العراق بحاجة لاستثمار موارده الطبيعية وعلى رأسها الغاز وتنويع مصادر الطاقة الكهربائية وهو ما يمكن أن يستثمر بعد تفاهمات عراقية مع الدول الحاضرة".
ويضيف، أن "العراق بأمس الحاجة لتأسيس منشآت صناعية توفر فرص عمل لأبنائه ونعتقد أنه ستكون هناك اتفاقيات وتفاهمات للشراكة تصب بمصلحة العراق تعزز ما تم الاتفاق عليه سابقاً من اتفاقيات من بينها الربط السككي مع إيران ومنها للعراق وأوروبا والاستثمار الخليجي وإنشاء مناطق صناعية في غرب العراق تشارك فيها مصر والأردن".
وأكد: "نعتقد أن هناك بيئة أمنية ملائمة تدعم تطبيق هذه المشاريع، والعراق بحاجة للدول المشاركة وهي بحاجة إليه لما يتوفر فيه من فرص استثمارية ممكن أن توفر الكثير من فرص العمل".

التأكيد على التضامن العربي والإسلامي السمة الأبرز لقمة بغداد

الحضور المهم في القمة، اعتبره المحلل السياسي السعودي، أحمد الشهري، تأكيداً على التضامن العربي والإسلامي مع العراق.
وأكد في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "مؤتمر بغداد مثل تظاهرة سياسية عراقية – عربية – دولية، عبر قمة نجحت من قبل أن تبدأ وحققت الهدف منها بتسليط الضوء على أن العراق يسير بالطريق الصحيح ومصداق ذلك الحضور العربي والإسلامي المهم في المؤتمر".
وأضاف، أن "المؤتمر يكرس الحاجة إلى إعادة روح التضامن مع العراق وأن لغة الحوار هي التي يجب أن تسود التفاهمات بين العراق ودول المنطقة".

تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بخطوات أكبر


القمة ستدشن لتعاون أمني واقتصادي كبيرين بين العراق والدول المشاركة وفق ما توقعه نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، صلاح جمعة، الذي اعتبر أن "رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي للشعب العراقي خلال كلمته أكدت على حضارة العراق التي علمت العالم أجمع وأثرت بالعلوم، وهو ذكر العراقيين بتاريخ بلادهم في مؤتمر جاء الحضور المصري فيه دعماً للعراق واستقراره".
وأضاف لوكالة الأنباء العراقية (واع) في تعليقه على مجريات مؤتمر بغداد، أن "المؤتمر جمع كوكبة من قادة الدول وأكد على مساندة العراق ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه ونعتقد أنه سيكون مقدمة لتعاونين كبيرين أمني؛ يركز على تبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب، واقتصادي؛ داعم لجهود الحكومة العراقية في الانفتاح نحو الاستثمار بجهود الدول الشقيقة والصديقة".

نقطتان أكدتا على نجاح مؤتمر بغداد


ويقول المحلل السياسي التركي، مهند حافظ أوغلو بدوره، إن "مؤتمر بغداد عقد في توقيت حساس في ظل ما تشهدها المنطقة من تغييرات سياسية واقتصادية، تركيا تؤكد دائماً بأن العراق عندما يكون قوياً فإنها تكون بخير".
وأضاف في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "ما جمعته القمة من زعامات لا يهدف لتناول المشكلات في المنطقة بل هي قمة تؤكد على أهمية العراق وعمقه العربي".
ورأى أن "نجاح المؤتمر تأكد في نقطتين الأولى هو نجاحه بجمع دول وجهات لديها خلافات فيما بينها في قاعة واحدة وأيضاً عدم انعقاده بمنطق سياسة المحاور لأن أولوية المؤتمر كانت الاقتصاد والتعاون الأمني".

وتأكيداً على المكاسب السياسية والاقتصادية التي حققها العراق في المؤتمر، رحب البيان الختامي لقمة بغداد بالجهود الدبلوماسية العراقية الحثيثة للوصول الى أرضية من المشتركات مع المحيطين الاقليمي والدولي في سبيل تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية والامنية وتبني الحوار البنّاء وترسيخ التفاهمات على أساس المصالح المشتركة مؤكداً أن احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الايجابي في علاقاته الخارجية.

واقتصادياً، أكد المشاركون على دعم جهود حكومة جمهورية العراق في اعادة الاعمار وتوفير الخدمات ودعم البنى التحتية وتعزيز دور القطاع الخاص، وكذلك جهودها في التعامل مع ملف النازحين وضمان العودة الطوعية الكريمة الى مناطقهم بعد طيّ صفحة الارهاب.

وفي الجانب الأمني، أثنى المشاركون على جهود العراق وتضحياته الكبيرة في حربه على الارهاب بمساعدة التحالف الدولي والاشقاء والاصدقاء لتحقيق الانتصار، ورحبوا بتطور قدرات العراق العسكرية والامنية بالشكل الذي يسهم في تكريس وتعزيز الامن في المنطقة، مجددين رفضهم لكل انواع واشكال الارهاب والفكر المتطرف.


28-08-2021, 18:42
المصدر: https://www.ina.iq/134216--.html
العودة للخلف