بغداد – واع – وسام الملا – نصار الحاج
"الدم العراقي لن يكون رخيصاً أبداً،والدولة ستدافع عن أبنائها" ،رسائل بعثها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال زيارته الى قضاء سنجار،بعد سلسلة من القرارات التي صوت عليها مجلس الوزراء في جلسة خاصة ناقشت احتياجات نينوى،يأتي ذلك في الوقت الذي جزم فيه مسؤولون أمنيون إمكانية عودة نشاط عصابات داعش الإرهابية في المدن التي حُررت منها ،وتكرار السيناريو الأفغاني في العراق.
وأكد الكاظمي متحدثاً إلى جمع من أهالي قرية كوجو الأيزيدية في سنجار: "إننا اليوم بينكم لنستذكر جرائم داعش، وما سببته من آلام، لكن هذه الآلام ستقوينا في مواجهة الإرهاب، مثلما ستقوي روابط الدم بين كل العراقيين، وأكد ألا شيء سيثنينا عن بناء وطننا، واحترام تعدديته السياسية، والإثنية، والدينية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وشدّد الكاظمي على أن مأساة الأيزيديين يجب ألا تتكرر، وأن الدولة ستدافع عن أبنائها، وعن خصوصية الأيزيديين كمواطنين عراقيين، وأن الدم العراقي لن يكون رخيصاً أبداً.
زيارة الكاظمي الى سنجار ومدن أخرى كانت قد عانت من ويلات الإرهاب يراها خبراء أمنيون أنها رسائل موجهة للداخل العراقي وخارجه على أن سنجار جزء لا يتجزأ من العراق ،ولن يُسمح بعودة الإرهاب لها.
ويضيف الخبير الأمني أحمد الشريفي لوكالة الأنباء العراقية(واع)، أن " قضاء سنجار يشكل خط ربط استراتيجياً بين العراق وسوريا ،لذلك رسالة الكاظمي من زيارته لها بأنه لن يكون هناك إرهاب ،وأن هناك توافقاً محلياً ودولياً على جعله منطقة آمنة بالتعاون المشترك بين القوات الاتحادية وقوات إقليم كردستان ،إضافة الى الدعم اللوجستي من قبل التحالف الدولي"، مبينا ان " الكاظمي اراد التأكيد بان قضية سنجار لن تخضع الى التجاذبات الاقليمية".
وبشأن ما حصل في أفغانستان من تطورات وانعكاساتها اقليما، يرى الشريفي ان العراق سيكون موقعا مستقرا وبعيدا عن الازمة نظرا لعمقه الاستراتيجي المهم لمنظمة الغاز في شرق المتوسط.
وأشار الى ان " هذه العقدة سوف تتعاون الدول الكبرى الاوربية والولايات المتحدة الامريكية فيها من اجل جعل العراق مستقرا حتى يتكامل مع مصر والأردن لتشكيل نواة ضامنة عسكريا لمنظمة غاز الشرق المتوسط ".
بدوره قال عضو لجنة الامن والدفاع النيابية عباس صروط في تصريح لوكالة الانباء العراقية (واع): ان السيناريو الافغاني لايمكن ان يعاد في العراق مع وجود قوات مجهزة وتدريبات جيدة وما حصل من حسم للمعارك مع عصابات داعش خير شاهد على تفوق القدرات العسكرية العراقية"، مشيرا إلى ان " داعش الان لايمكنه ان يحقق سوى العمليات الإرهابية من خلال العبوات الناسفة او استغلال ظرف معين او استهداف نقاط منعزلة عن القطعات ".
وأوضح ان" هناك توافقا بين القوى السياسية وانسجاما بين مكونات الشعب العراقي كما ان النفس الطائفي بدأ يتضاءل في العراق "، مؤكدا ان" العراق لايمكن ان يحكم الا باللحمة الوطنية ".
وأضاف ان" ماحدث في أفغانستان مخطط له ومدروس"، متسائلا: كيف تسقط كامل الاراضي في أفغانستان بساعات وجيشها الذي يتخطى الـ 300 الف مقاتل اضافة الى القدرات الجوية".
من جانبه قال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي في تصريح لوكالة الانباء العراقية (واع): ان" العراق يختلف عن أفغانستان لان هناك إمكانيات وقدرات وقوات امنية موجودة في اماكنها وتقاتل تنظيم داعش من دون وجود قوات للتحالف دولي او أمريكية تقاتل معها ثم تنسحب كما حدث في أفغانستان".
وقلل الخفاجي من اي خطورة قد تكون مماثلة للسيناريو الافغاني، مذكراً بالمواقع التي سلمتها القوات الامريكية الى القوات العراقية والتي عكست قدرة القوات العسكرية العراقية بعد عام 2014".
وأشار الى ان" عمل المجتمع الدولي مع العراق فقط في مجال الاستخبارات والضربات الجوية والاستطلاع الجوي لكن على الأرض القوات العراقية هي الموجودة وما تحقق من انتصار في الطارمية مؤخرا او في صحراء الرطبة او مناطق أخرى هو تأكيد جازم على سرعة الحسم وتطور القدرات العسكرية".
وأضاف ان" سيناريو أفغانستان لايمكن ان يطبق في العراق لاسباب مختلفة من بينها وجود العشائر ورفض المناطق المحررة عودة تنظيم داعش ومنع تواجده من جديد في العراق".
وبالعودة الى زيارة الكاظمي الى نينوى ، يرى المحلل السياسي حمزة مصطفى خلال حديثه لـ(واع)، ان " زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي واطلاعه على احتياجات المواطنين واطلاقة مشاريع وتشكيل لجان تعتبر مهمة على مستويات مختلفة لنينوى بشكل عام وسنجار بشكل خاص لاسيما وانها عانت الكثير بفعل الارهاب بعد العام 2014 ".
واوضح ان "زيارة رئيس الوزراء الى نينوى لها اهمية كبيرة وستكون نتائجها ايجابية على المستويات القريبة والمتوسطة والبعيدة".