الرئيسية / الزيارة وشروط السلامة الصحية

الزيارة وشروط السلامة الصحية

علي الخفاجي
 لم يبق بيننا وبين زيارة عاشوراء إلا القليل، وبين متلهفٍ لهذه الزيارة وبين متوجسٍ وخائفٍ نتيجة التجمعات البشريَّة التي تعدُّ سبباً رئيساً لزيادة انتشار وباء كورونا، وبين هذا وذاك كلٌ له رأيه الذي يؤمن به ويدافع عنه
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
اعتاد العراقيون - كما العالم- منذ زمنٍ بعيدٍ لأداء زيارة الإمام الحسين (ع) خصوصاً في شهر محرم، وتتعدد الطقوس والشعائر في هذا الشهر، وبالمقابل تزداد التجمعات البشريَّة للقيام بهذه الشعائر، فقد اعتاد البلد ومنذ وقتٍ طويلٍ على مثل هكذا تجمعات مليونيَّة، وأمسى نتيجة لذلك يحسن التصرف وذا خبرة كبيرة بتنظيم ورعاية الزائرين وتقديم الوسائل التي تساعد على إنجاح هذه الزيارة على أتم وجه من خلال تقديم الدعم بأنواعه للوافدين من شتى بقاع الأرض.
علينا أنْ نقرَّ ونعترفَ بحقيقة تاريخيَّة تتعلق بزيارة الإمام الحسين عليه السلام، فقد اقترنت هذه الزيارة بتحديات ومصاعب جمَّة سياسيَّة كانت أم دينيَّة، وموانع كثيرة، طبيعيَّة كانت أو غير طبيعيَّة نتيجة ظروف قاهرة، بالمجمل ونتيجة لامتزاج القساوة العارمة واللهفة المنشودة التي عاشها مجتمع الزائرين نتجت عنها مسيرات مليونيَّة باتت تتجدد كل سنة إحياءً لهذه المناسبة.
العراق كما العالم يمرُّ بفترة عصيبة نتيجة تفشي فيروس كورونا الذي بدأ يعصف بالأرواح دون هوادة ودون سابق إنذار، وعلى الرغم من التحذيرات التي تطلقها المؤسسات الصحيَّة بضرورة الالتزام وأخذ الحيطة والحذر من هذا الوباء باتت هذه النداءات من دون جدوى، فالتهاون بالإجراءات الصحيَّة وعدم أخذ الموضوع بجديَّة وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائيَّة كانت سبباً للزيادة في الإصابات، خصوصاً في هذه الأيام بدت الإصابات الحرجة أكثر بكثير من السابق، فوزارة الصحة ومن خلال مؤسساتها لم تدخر جهداً منذ بداية انتشار جائحة كورونا والى الآن سعياً منها لاحتواء هذا الوباء.
على الدولة القيام بواجباتها التوعويَّة والقيام بفحص الوافدين لأداء الزيارة، والعمل على إنشاء مراكز صحيَّة متنقلة منشرة على امتداد طريق الزائرين للحد من انتشار هذا الفيروس، وكما على المواطنين الراغبين بأداء طقوس الزيارة أخذ الحيطة والحذر من خلال تجمعاتهم وأخذ الموضوع بشيء من الجديَّة، والتعاون بين المواطن والمؤسسات الصحيَّة والالتزام بالتعليمات الصادرة من هذه المؤسسات يعدُّ أقصى غايات مبدأ التكافل الاجتماعي، فالشعوب الحيَّة تعرف في مثل هكذا ظروف استثنائيَّة، والعراق معروفٌ بهذا المبدأ خصوصاً في الظروف غير الطبيعيَّة، ونحن الآن ونتيجة لتنفشي هذا الوباء نعيش ظروفاً غير معهودة، فعلينا أنْ نتحدَ ونتعاضدَ للحيلولة دون انتشار هذا الوباء، وأنْ نتفق على أنَّ انتشار هذا الوباء يعني الهلاك وبالتالي يساعد على تدمير أمن الشعب والدولة وانهيار المؤسسات الصحيَّة.



15-08-2021, 08:41
المصدر: https://www.ina.iq/132875--.html
العودة للخلف