أُسدل الستار على رواية النجم الأفضل بتاريخ كرة القدم ليونيل ميسي مع فريقه برشلونة بعد سنوات من الأرقام القياسية والألقاب الجماعية والفردية داخل "كامب نو" في ظاهرة رحيل اجتاحت جميع مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وخرج مسؤولو برشلونة في بيان رسمي للحديث عن رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بشكل رسمي عن البارسا بسبب العوائق المالية والهيكلية الخاصة بلوائح الدوري الإسباني، فما هي هذه العوائق؟البداية كانت في عام "2013" حينما أنشأت رابطة الدوري الإسباني "لا ليغا" قسما مختصا بـ"الرقابة الاقتصادية" وضع حدا صارما لنفقات أندية البطولة في الدرجتين الأولى والثانية.
وتضمن الحد الذي وضعه القسم المختص بـ"الرقابة الاقتصادية" التابع لرابطة الدوري الإسباني مجموع المبلغ الكلي الذي يمكن لأندية الدوري المحلي "بقسميه الأول والثاني" أن تنفقه على لاعبي الفريق الأول والجهاز الفني وفرق "الرديف"، وأيضا ما يتم إنفاقه على لاعبي الأكاديميات التابعة للنادي، وأي لاعب غير مسجل يتبع النادي.
وأعطى قسم "الرقابة الاقتصادية" برابطة الدوري الإسباني الحق لجميع الأندية في اختيار كيفية تقسيم إنفاقها من خلال الموارد، ولكن هذا الحق مشروط بعدم تجاوز الحد الإجمالي للإنفاق الموضوع من قبل القسم.
وأصبح من المعتاد منذ نسخة "2013" وتحديدا قبل كل فترة انتقالات صيفية أن تطالب رابطة "لا ليغا" كافة الأندية بتقديم بيانات تشمل الإيرادات المتوقعة للموسم المقبل، وكذلك الأرباح، بالإضافة إلى خسائر السنوات السابقة و مصادر تمويل النادي خارجيا والمدخرات اليومية والديون والتكاليف العامة.
لذا عندما يرغب أي ناد في تسجيل أية صفقة جديدة لدى رابطة الدوري الإسباني فإن فريق قسم "الرقابة الاقتصادية" يقوم وقتها بالتحقق من ميزانية النادي من أجل اتخاذ القرار النهائي والمناسب سواء بتسجيل اللاعب أو لا.
أزمة البارسا
وبتطبيق ما سبق على نادي برشلونة، فإن الأزمة الحقيقية ترجع إلى عقد المجلس السابق برئاسة غوسيب ماريا بارتوميو الذي وقع مع عدد من اللاعبين الجدد لصالح الفريق الكاتالوني برواتب خيالية وهو الإجراء الذي ضربه انتشار فيروس كورونا حيث تأثر برشلونة ماليا أكثر من أي ناد بهذه الجائحة.
وأصبح برشلونة عاجزا في الفترة الحالية على تسجيل لاعبين جدد إلّا في حالة بيع لاعبين من قوام البارسا كي تصبح لدى النادي الكتالوني ميزانية كافية لدفع رواتب لاعبيه حيث فشل مسؤولو الفريق حتى الآن في تسجيل الصفقات الجديدة سيرغيو أغويرو وممفيس ديباي وإريك غارسيا وإيمرسون رويال بسبب تلك الأزمة.
وتذكر صحيفة "سبورت" الإسبانية في هذا الشأن بتقرير حديث لها أن مسؤولي برشلونة كانوا منفتحين على فكرة بيع لاعبين مثل أنطوان غريزمان وفليب كوتينيو للتخلص من رواتبهم الضخمة وتسجيل لاعبين جدد.
الرحيل التاريخي
صحيفة "آس" الإسبانية كانت قد ذكرت في تقرير سابق لها أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وافق مسبقا على تخفيض راتبه بنسبة 50% لتمديد عقده مع البارسا والبقاء فترة أطول في "كامب نو".
ولحل أزمة ميسي مع برشلونة وفقا للوضع المالي المتراجع للنادي الكتالوني، فإن الأرجنتيني كان عليه تخفيض 80 أو حتى 90% من راتبه كي يمدد تعاقده مع البارسا لذا حاول لابورتا إقناع خافيير تيباس رئيس رابطة "لا ليغا" بالحصول على استثناء لناديه من أجل تمديد مدة "البرغوث"، لكن الأخير رفض بشكل قاطع بحسب ما ذكرته صحيفة "سبورت" الإسبانية.
وتحدث تيباس رئيس رابطة "لا ليغا" من قبل عن أزمة ميسي في تصريحات صحفية بالقول: "أتمنى أن يستطيع برشلونة حل أزمة راتب ميسي، ولكن لتسجيله عليهم تخفيض جزء من ميزانيتهم، لا نستطيع القيام باستثناء لميسي أو هالاند".
ووفقا لتقارير الصحافة الإسبانية، فإن تيباس كان مقتنعا أنه لو قام باستثناء لقائد برشلونة ميسي، فإن المشروع الاقتصادي للدوري الإسباني سينهار كليا فيما بعد.
وفي ظل تلك الأزمة التي ضربت برشلونة منذ جائحة كورونا، فإن البارسا أصبح ليس لديه القدرة على إيجاد استثناء لحل أزمة راتب ميسي في عقده الجديد وتسجيله بالرابطة ومن ثم كان الرحيل التاريخي هو القرار الواقعي.