ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
أتذكّر، في العام الماضي 2020، وخلال الاشهر الاولى، لظهور جائحة كورونا، كتبتُ رسالةً الى زميلةٍ صحفية فرنسية من اصولٍ فلسطينية، قلتُ لها في الرسالة، إن الوضع في العراق يُنذر بخطر شديد، فقد تجاوز عدد المصابين بالفيروس حاجز الالف اصابة، والناس يعيشون حالة رعب غير مسبوق، فباتوا لا يخرجون من بيوتهم، والبلاد تشهد ازمةً حادة في الكمامات والكفوف، بعد أن أقبل الناس عليها بافراط، رافق ذلك اجراءات حظر واغلاق تام، استمر لاسابيع عدة، الامر الذي خلق حالة من القلق والخوف بين صفوف المجتمع.ولكن ما لبث الخوف والرعب، إن بدأ يتبدد، لاسيما مع تخفيف الاجراءات، وعودة منحنى الاصابات الى الانخفاض، وهنا بدأ العالم يتحدث عن اكتشاف اللقاحات المضادة للفيروس، وبدأت البلدان تتسابق في ما بينها لتأمين اللقاحات لشعوبها، وكان العراق من بين تلك البلدان، واذ تتواتر الاخبار من مختلف الدول، تفيد بان البلد الفلاني والعلاني حصل على اللقاح وشرع بالتطعيم، بدأ الشارع العراقي يشهد سخطا على الحكومة، لأنها تأخرت في توفير اللقاح، ودخلت نظرية المؤامرة على الخط ، بدعوى ان الحكومة تريد قتل الشعب! والا لماذا كل هذا التأخير؟! هل السودان او الصومال او الاردن او غيرها، افضل من العراق؟!.
ومعلوم في حينها ان وزارة الصحة، كانت تقاتل من اجل تأمين اللقاح، ولكن، قلة الكميات المنتجة عالميا، وضخامة حجم الطلب هو الذي أخّر ابرام التعاقدات.الى هنا والامور تبدو طبيعية الى حد ما، انما الامر غير الطبيعي، يكمن في «متانة» العلاقة التي عقدها الناس مع فيروس كورونا، وكأنه اصبح صديقا حميما لهم، ولهذا نشاهد تهاونا كبيرا ولا ابالية قاتلة في التعاطي مع الفيروس، فاليوم نحن نواجه الموجة الثالثة من الكوفيد المتحول، وهي موجة شرسة وخطيرة، وانا افكر ماذا سأكتب لزميلتي الصحفية بعد ان عبر عدد الاصابات حاجز الثلاثة عشر الف اصابة؟!. ليس لي الا أن اقول، ايها الناس، قوا انفسكم واهليكم خطر هذا الفايروس، بعد ان خبرتموه وعرفتم خطره، فعلى مدى عام ونصف العام، فقدنا احبة كثر، وما زلنا نودع احبابا آخرين، افلا تنظرون؟.
ساتران مهمان كفيلان بانقاذنا من هذا الخطر، وكلاهما سهل يسير، اولهما الكمام، وقد اصبح سعره 10 بالف، واللقاح، واعلموا ان الدولة انفقت اموالا طائلة لشراء هذه اللقاحات من مناشئ عالمية رصينة، وهي آمنة وفعالة، من اجل ضمان سلامتكم وحياتكم، وتجدونها متوفرة ومن دون مقابل، في اي مكان وزمان تشاؤون.. لا تصدقوا اي كلام، واذهبوا الى مراكز التلقيح المنتشرة في كل مكان ، قبل فوات الاوان. فاللقاح ساترنا الاخير في خوض معركتنا ضد كورونا المتحول.