ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
لا بد من الإقرار أولا أن «كورونا» المرض، الوباء، الجائحة طبقا لتحولاتها في غضون سنة ونصف مرض غامض لأكثر من سبب. فهو إنتقل من مرض الى وباء ومن ثم جائحة بعد نحو قرن على آخر جائحة عالمية وهي «الإنفلونزا» الإسبانية التي حصدت أرواح ما لا يقل عن 50 مليون إنسان. والثاني ويكاد يكون مرتبطا بالسبب الأول هو نجاح البشرية في القضاء عن طريق اللقاحات على الأمراض الفتاكة. وحين نربط العاملين معا بنهاية آخر الأمراض الوبائية قبل قرن، وظهور اللقاحات التي حدت من مخاطر أمراض أخرى داهمت البشرية خلال العقود الماضية مثل «الأيدز. السارس. الأيبولا، إنفلونزا الطيور والخنازير»، فإن كورونا وكيفية ظهوره وهل هو من منشأ حيواني أو طفرة جينية من مختبر علمي زاد من شكوك الناس حوله.لكن بصرف النظر عن كل ما يمكن قوله فإن هذا الوباء داهم جميع الدول غنيها وفقيرها، وتقاسمت البشرية مآسيه بصرف النظرعن طبيعة الأنظمة الصحية فيها. ولأننا نعيش العصر الرقمي، حيث لم يعد ما يمكن التكتم عليه بمن في ذلك هواتف رؤساء الدول طبقا لبيغاسوس التي طلعت لنا صفح، فإن كورونا لم يعد فيه مرضا أو وباء أو جائحة ما يمكن إنكاره أو المحاججة بشأنه. المفارقة اللافتة للنظر أن اللقاح بشتى أنواعه لا المرض هو الذي تحول الى أزمة عالمية لعلها في النهاية أزمة وعي. وطالما الأمر يتصل بالوعي المجتمعي هذه المرة فإن الملاحظ أن الدول التي إما تمتلك شعوبها وعيا ثقافيا عاليا مثل الشعوب الأوروبية أو أنظمة حديدية مثل الصين تمكنت من تحقيق تقدم على مستوى نسب التلقيح.
وحين نقترب من حالنا الذي الذي يبكي الصخر فإن دولا قريبة منا حققت نسب تلقيح عالية جدا بعضها وصل الى 70 %، بينما ما زلنا نراوح عند 3 %. لماذا؟ لأن هناك من لا يزال ينكر وجود كورونا وهو أمر لايستقيم مع المنطق. فهذا الذي ينكر نصف أعمامه وأخواله وعشيرته بل وحتى العشيرة المتحالفة معها عشيرته أو العشيرة التي هو «ذاب جرش» معها أصيبت بكورونا. وعشرات من هؤلاء أما قضوا نحبهم ومنهم من ينتظر إسطوانة أوكسجين. وهنا «عاد هو وحظه» إما تنعش معدته ويعود للحياة معافى مشافى أو تنفجر في أحد مستشفيات السندويج بنل. عندها يموت مرتين.. مرة بكورونا ومرة بالحريق.