ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
مرت يوم أمس الذكرى الرابعة لتحرير الموصل من براثن عصابات داعش الارهابية التي سيطرت على المدينة بشكل تام لأكثر من ثلاث سنوات تقريبا أوقعت خلالها جرائم تُعد جرائم دولية (جريمة الابادة الجماعية - جرائم ضد الانسانية - جرائم حرب) وأحدثت انتهاكات يندى لها الجبين، وكل ما تقدم ليس بغريب على عصاباتتقوم على قتل كل من يختلف معها والحياة الدنيا بالنسبة لها كالغابة يأكل فيها القوي الضعيف، ولو استمرت بتمددها لحولت العراق كله الى غابة ومنه الى دول الخليج والمنطقة وربما العالم ان لم نكن نغالي بذلك.الانتصار على هذا المرض السرطاني لم يكن سهلا ولا متوقعا خلال ثلاث سنوات، بل كان متوقعاً ومرسوماً له أن يستمر لسنوات طويلة تستنزف دماء العراقيين وأموالهم وأمنهم وأمانهم، لكننا بجهود الابطال من جميع التشكيلات العسكرية والأمنية التي حررت الموصل وباقي محافظات العراق ومدنه قدمنا درسا بليغا يتجاوز المخطط والمرسوم، بل واصبح في رقبة العالم كل العالم سيما دول الجوار والمنطقة دين لنا في ان تضحياتنا حررتهم جميعا من مخطط وسيناريو مشابه لما جرى .
لذا فان استذكار اعلان النصر لا يأتي فقط لاجل الاستذكار كحدث تأريخي تذكره الاجيال بل هو درس كبير علينا ان نستثمره وندرسه بشكل جيد، بل والاهم ان نعد الستراتيجيات المطلوبة لعدم تكرار ما حدث مستقبلا من خلال وضع الآليات المناسبة لذلك بدراسة الاسباب والمسببات التي اوجدت هذه العصابات الارهابية وتمكنها من البلاد بهذه
السرعة.
كشف حقيقة ماجرى ومقاضاة ومحاكمة المسؤولين عن الانتهاكات بحيادية وتعويض المتضررين تعويضا ماديا ومعنويا واصلاح المؤسسات التي تسببت في ظهور الارهاب ومن ثم المصالحة المجتمعية آليات فاعلة وناجحة ان أُحسن تطبيقها وفق مفهوم العدالة الانتقالية كبرنامج يعالج حالات مشابهة لما حدث في الموصل وهناك تجارب عالمية ناجحة ورائدة في تطبيق تلك الآليات ونجاحها، لكنها تحتاج لارادة سياسية قبل كل شيء .
ما حدث يمكن تكراره بعد سنوات وان لم تكن قريبة وإذا لم نعالج الاسباب ونمنع تكرارها وانشغلنا بذكرى التحرير لكل مناطق البلاد كذكرى فقط تصدر فيها البيانات والتغريدات فقط، بل ان الدرس الذي فهمناه وافهمناه للعالم يجب ان تستفيد منه الاجيال القادمة بكل ماجاء فيه من تفاصيل
وجزئيات .
وكل ما تقدم بحاجة الى ارادة سياسية قبل
كل شيء .