ديالى- واع- ثائر هادي
بسبب إنتاجها الوفير من التمور وكثرة بساتينها أنشأت الحكومة العراقية عام 1968 مكبساً للتمور كأحد فروع شركة التمور العراقية، حيث استمرت بالإنتاج لغاية 2008 وتوقف العمل فيه بسبب فتح الحدود لمنتجات منافسة من دول الجوار وبأسعار رخيصة.
مدير المكبس أثير عوني رزوقي، قال لوكالة الأنباء العراقية، إن "المكبس تبلغ مساحته 20 دونما وهو يتبع حاليا القطاع المختلط - مجموعة مساهمين من القطاع الخاص والحكومي بضمنها وزارة التجارة ودائرة المعارض والخدمات التجارية"، موضحا أن "شركة التمور العراقية لديها فروع في جميع محافظات العراق ومكبسنا كان يعمل منذ تأسسيه بتسلم التمور وتصديرها وتصنيعها وتمويل الجيش والاسواق العراقية وايضا القطاع الخاص والتجار".
وأضاف، أن "المكبس يحتوي على مخازن عملاقة يسع كل واحد منها 5000 طن وايضا لدينا عدد كبير من البرادات لحفظ المنتوجات مع قاعة لتبخير التمور وتخليصها من الرطوبة وكان يحتوي على عدد كبير من المكائن للتصنيع حيث إن معملنا يستلم التمور من المزارعين ويصنعها الى تمور مكبوسة او معجونة او كرات التمر المغلفة بالسمسم وحتى المحشوة بالمكسرات الى جانب انتاج الدبس بعلامات سندباد واسد بابل وعلي بابا".
وتابع رزوقي، أن "الواقع الزراعي الحالي وعدم العناية بالنخيل ومكافحة الافات بالاضافة الى فتح الاستيراد أدى الى تراجع تصنيع التمور، إذ كان المعمل مستمرا بالانتاج لغاية عام 2008 حيث توقف بالكامل"، مؤكدا أن "المعمل حاليا لا ينتج على الرغم من أن رأسمال الشركة هو سبعة عشر مليارا وخمسمائة مليون دينار والعاملون فيه يبلغ عددهم الكلي 13 عاملا".
رائد أحمد من اقدم الموظفين في المكبس أوضح بأن المكبس كان ينتج انواع التمور المصنعة بشكل جيد جدا وبانواع مرغوبة من قبل المواطن وكانت هناك مكائن عديدة واليات ورافعات وبعد توقف الانتاج سحبت اغلب المكائن الى بغداد وتم بيع خط المعمل الانتاجي بالمزاد العلني ولم يتبق سوى ماكنة فاكيوم واحدة وسيارة واحدة ورافعة عاطلة وتم تأجير عدد من المخازن الى شركة بغداد للمشروبات الغازية وقسم اخر لمستثمرين".
من جهته بين المهندس احمد سالم، أنه "طالبنا كثيرا بتوفير مكائن حديثة قليلة الاستهلاك للطاقة مع مكائن للتعليب واطئة الكلفة واعادة الحياة للمكبس، ولم تتم الاستجابة"، مشيرا الى أنه "لو تم تشغيل المعمل الان فإنه لا يوجد منفذ لتسويق المنتجات رغم نوعيتها وطعمها الطيب بسبب اغراق الاسواق بالتمور المستوردة المنافسة من حيث التعبئة وسعرها مناسب للمواطن ولا نستطيع منافستها، إلا بتحديث خطوط الانتاج من خلال دعم الحكومة".