بغداد- واع- محمد الطالبي
على طريق التضامن العربي في مواجهة التحديات وتعزيز العلاقات بين العراق ومصر والأردن على أساس التعاون والتنسيق خدمة لمصالح شعوبها، سارت قمة بغداد الثلاثية التي خرج بيانها الختامي بـ 29 نقطة تناولت التأكيد على محاور مهمة اتسعت لمستوى الاتفاق على الآفاق المستقبلية بعمل جاد وضع أسساً سياسية واقتصادية وأمنية متينة يُنظر لها بتفاؤل ثلاثي مع توفر الجدية لتدعيم العلاقات بمشاريع استراتيجية هامة وطموحة.
حاجات مواطني البلدان الثلاثة وضعت كقاعدة أساس وفق آليات وأطر تضمنها البيان الختامي للقمة، وكشف عن مخرجات إضافية لها مسؤولون عراقيون في أحاديث لوكالة الأنباء العراقية.
وذكر البيان الختامي للقمة الثلاثية أنها تأتي استكمالاً لجهود القادة الثلاثة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تعزيز وتكامل الجهود المشتركة في المجالات كافة إذ أكد القادة على ضرورة السير بالإجراءات اللازمة للبدء بتنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية العراقية- الأردنية المشتركة وتعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث وربط شبكات نقل الغاز بين العراق ومصر عبر الأردن وإتاحة منفذ لتصدير النفط العراقي عبر الأردن ومصر من خلال المضي باستكمال خط الغاز العربي وإنشاء خط نقل النفط الخام (البصرة- العقبة)، والتعاون في مختلف مجالات مشروعات الطاقة الكهربائية والطاقة المتجددة والبتروكيمياويات وبناء القدرات وتبادل الخبرات، والعمل على تهيئة مناخ الاستثمار لدعم شركات القطاع الخاص لتنفيذ المشروعات في الدول الثلاث.
واتفقوا على ضرورة التعاون في المجال الزراعي والأمن الغذائي من خلال استكمال مشروع إنشاء شركة إقليمية لتسويق المنتجات الزراعية وتوقيع بروتوكول التعاون في المجالات الزراعية.
واتفق القادة على التعاون في مجال نقل المسافرين بين الدول الثلاث بتذكرة شاملة موحدة وتسهيل إجراءات منح تأشيرة الدخول فيما بينهم مع تشجيع الاستثمار في قطاع الإسكان والطرق والجسور ومشاريع البنى التحتية في الدول الثلاث، وبناء شراكات بين أصحاب الأعمال والمستثمرين وشركات المقاولات والاستشارات الهندسية للمساهمة في البناء والتشييد وتقديم التسهيلات اللازمة لتعزيز تبادل المنتوجات والمواد الداخلة في قطاع الإنشاءات.
وفي الجانب الأمني، شدد القادة في بيان قمتهم الثلاثية على أهمية التنسيق الأمني والاستخباري بين الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، وتبادل الخبرات في مجال الأدلة الجنائية ومكافحة الجريمة الإلكترونية والتسلل، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب.
مكاسب مهمة منتظرة من قمة بغداد ، في مقدمتها الأمني والعسكري ، إذ يؤكد مستشار رئيس الوزراء حسين علاوي لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "الكاظمي عمل من خلال القمة الثلاثية لترسيخ مفهوم الأمن الاقليمي المشترك الشامل لمواجهة التحديات في مجالات الأمن العسكري والأمن السياسي والأمن الصحي والأمن الاقتصادي والأمن الثقافي".
وأضاف أن "البعد العسكري للأمن الإقليمي المشترك الشامل يترسخ من خلال إجراءات مكافحة الارهاب واستخدامه لجذر المصطلح في الفكر العربي الاسلامي المسمى بـ(خوارج العصر) وهو يذكرنا بقدرة العراق الحضارية على مواجهة ظاهرة التطرف ومكافحة الإرهاب من خلال العمق التاريخي والقدرة العملياتية بعد انتصار العراق على اجيال الإرهاب الثلاثة وأخرها كانت عصابات داعش الإرهابية".
وتابع "أما فيما يتعلق بالإجراءات العسكرية والاستخبارية وبناء قدرات القوات المسلحة العراقية فإن التعاون الاستخباري بين الدول الثلاث سيزداد بالاضافة الى تبادل الخبرات والمعلومات في قطاع الاستخبارات".
وأشار إلى أن "هناك اجراءات أمنية إضافية وخاصة في مجال برامج التدريب العسكري إذ سنشهد تعاونا كبيرا في المرحلة المقبلة في مجالات التمارين والتعليم العسكري وتبادل الخبرات العسكرية والأمنية وتطوير العمليات المشتركة في مجال مكافحة التهريب والمخدرات والجريمة العابرة للحدود".
وأكد أن "الكاظمي سيركز على مخرجات القمة الثلاثية لبناء الدولة العراقية وتعزيز فاعليتها وتفاعلها الخارجي من خلال التعاون المشترك مع الأردن ومصر لتعزيز الشراكة الفاعلة بين الدول الثلاث".
هيئة الاستثمار: نتوقع دوراً مصرياً قوياً لحل مشكلة السكن في العراق
وتؤكد رئيس هيئة الاستثمار سهى في النجار لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "الحكومة العراقية تتحرك وفق مسارين في مجال الإسكان ، الأول تنفيذ مشاريع الإسكان مقابل النفط ، هذه الالية من اختصاص وزارة الإسكان ، وهناك نقاشات مع الجانب المصري في هذا الجانب".
وأضافت أن "المسار الثاني هو الاستثمار ، هناك نشاط ملحوظ أردني ومصري ، وتجربة مصر مهمة للعراق خاصة مع التشابه في ديموغرافية البلدين ، لدينا اهتمام من عدد من الشركات المصرية لتصميم مشاريع سكنية خارج التصميم الأساسي للمدن ، توفر وحدات منخفضة ومتوسطة ومرتفعة التكلفة ، ونتوقع أن يكون للجانب المصري دور قوي في حل مشكلة السكن في العراق".
العلاقات الخارجية النيابية: القمة ستمهد لاستقرار إقليمي
وترى لجنة العلاقات الخارجية النيابية ، أن القمة ستمهد لاستقرار سياسي إقليمي.
ويوضح عضو لجنة العلاقات الخارجية النائب عبد الباري المدرس في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "اللقاء الثلاثي في بغداد ، وضع أسسا مهمة ، اذ ستعزز من خلالها العلاقات الثنائية وبما أن الدول لها ثقلها السياسي في المنطقة، فإن ما اتفق عليه سيمهد لاستقرار سياسي إقليمي".
وتابع أما "فيما يتعلق في الجانب الاقتصادي فإن لدى الاردن ميناء العقبة والذي سيكون بوابة لصادرات العراق النفطية والتجارية، اما مصر فتمتلك صناعة جيدة وبإمكانها مساعدة العراق في هذا الجانب، ونتوقع أن يكون هناك تبادل اقتصادي ما بين العراق والاردن ومصر".