النجف الأشرف- واع- علي جاسم السواد - حيدر فرمان
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
بين قبور وادي السلام لا يتوقع أحد أن يرى طفلة بعمر الزهور تسارع الخطى بحثاً عن لقمة العيش بين صرخات وبكاء المشيعين لموتاهم، ولكن الطفلة حنين ابنة التسعة أعوام لم يكن أمامها خيار بوجه صعوبة الحياة إلا أن تتناسى تلك الطفولة لتبدأ مشوارها في البحث عن لقمة عيش تسد رمق سبعة أيتام ضاقت بهم السبل بعد وفاة والدهم ،ولم يبق أمامها خيار إلا تحمل المسؤولية بالرغم من صغر سنها.فكل يوم تبدأ حنين رحلتها مع العمل في الساعة الثالثة فجراً برفقة خالها المعاق ببيع ماء الورد والبخور وهي تطارد الجنازات في مقبرة هي الاكبر في العالم، وكأن لحظة وداع الموتى الاخيرة قبل أن يوارى جثمانه الثرى تتحسس وجع هذه الطفلة التي شاق عليها الزمان ولم تجد معيلاً ولا كفيلاً يستغيث طفولتها.


طفلة لا تعرف معنى الطفولة ولم تتحسسها يوما، الطفلة تصارع الحياة وكأنها نخلة صامدة امام رياح عاتية، انتزعت من قلبها الخوف وهي تتجول بعد منتصف الليل بين القبور غير مبالية بقساوة العمل المضنية ولا يهمها إلا تأمين لقمة العيش لاسرتها.

وأضاف: " لا يختلف طموح حنين عن قريناتها في النجاح ،وأن تصبح إنسانة ذات شأن في المستقبل، لكن ذلك لم يخف مشاعر الحزن القابعة خلف عينيها بسبب وضعها ووضع أسرتها الصعب".

طفولة متعبة
وبينما حنين تجري خلف العجلات محاولة بيع ماء الورد والبخور أوقفناها للحظات لعلنا نكشف سر هذه الشجاعة الكامنة في روح هذه الطفلة، ولعلنا نكون متنفساً لصوتها المخبأ ،ووجعها الذي لم تبوح به يوماً، وما أن تحدثت حتى اكتشفنا أننا نقف أمام جبل شامخ عمدت فيه حضارة الرافدين كبريائها الخالد، فقالت حنين: إن" عائلتها لم تجبرها على العمل ،بل أن ضميرها هو من فعل ذلك، لأنها لا تستطيع أن ترى والدتها وأسرتها تعاني الجوع والحرمان، لذلك كان خيار العمل هو السبيل الوحيد لانقاذهم من الضياع".



رئيسة لجنة الطفولة في مجلس محافظة النجف المنحل حنان سعد راضي قالت إنها: "عملت منذ توليها مهام اللجنة على الحد من عمالة الاطفال والبحث وراء اسبابها "، مشيرة الى أن "هناك أسباباً عديدة تسهم في زيادة عمالة الاطفال ،منها حالة الكساد في العمل في المحافظات الأخرى ،ما يدفع بالهجرة الى محافظات النجف الاشرف وكربلاء المقدسة كونها محافظات سياحة دينية ،لذلك تكون جاذبة للسواح من داخل وخارج العراق فيلجأ الكثيرون للعمل بها".

ودعت راضي الى " ضرورة تفعيل مراكز تأهيل الاحداث حتى يكونوا عناصر نافعين في المجتمع والتصدى لهذا الملف الخطير
