واحدة من كبائر ذنوب النظام السياسي الجديد أنه سمح للآخر القريب والبعيد التدخل بشؤونه بمناسبة ومن دون مناسبة، وصار العراق منذ بداية النظام السياسي الجديد مسرحاً مفتوحاً ومرناً للجميع يلعب ويلهو به من يشاء ومن يريد، وبات الحديث عن التدخل بالتفاصيل من قبل هذه الدولة أو تلك يتداوله الناس في مجالسهم العامة والخاصة ولم يعد سراً من الأسرار العظيمة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
لم يأتِ ذلك فجأة، بل جاء نتيجة لوجود الأياد الرخوة التي سمحت أن تكون تابعة في السطر السياسي الأول التي سمحت أن تكون عصا مطيعة لغيرها.دفع العراق ثمناً باهظاً للولاء بالنيابة، من دماء وحروب واقتصاد مشوه وسنوات من التعطيل المتعمد.
ليس انشاء ولا مبالغة القول أن العراق لاتليق به إلا السيادة والوجاهة.
يفترض أن يكون المعيار الأول والوحيد في التعامل مع الدول الأخرى/ البعيدة – القريبة / المصالح المشتركة وليس مصالح من طرف واحد.
ثمة عيوب كثيرة في النظام السياسي الجديد أبرزها أن القائمين عليه قادة السطر الأول لم ينفروا علانية التدخلات الخارجية التي أضرت البلاد والعباد حتى تحول العراق إلى متنزهات .
إذا كانت الطبقة السياسية الحاكمة أو التي ستأتي بعد الانتخابات النيابية المقبلة جادة في إصلاح النظام السياسي وتطويره عليها أن تبدأ من تحديد الولاء للجيب والمنفعة الخاصة إلى الولاء العام للأرض قد لايعجب هذا الكلام زبائن السفارات الذين انتشروا وتكاثروا هذه الأيام.
واقع الحال، يمتلك العراق مقومات الدولة القوية التي تكفي شرها وخيرها عن الآخرين / الموقع والنفط والتأريخ والعلاقات/ وهو بحاجة إلى أن يهجر جزء من صناع القرار الولاء المفرط والطاعة الطوعية للبلدان الآخرى.
التحدي الجديد الذي يواجه العملية السياسية يركز على النظر للعراق دولياً من لاعبٍ هشٍ يتدخل الجميع في شؤونه إلى لاعبٍ محوري وأساسي وباشا وصاحب طربوش أنيق في المنطقة متبنياً شعار" لكم شؤونكم ولي شأني" لينتهي زمن مؤذٍ من التأريخ الخارجي لجزء كبير من قياداته السياسية مع الدول الأخرى وصناعة رأي عام رافض لكل قفزات الولاء الخارجي ليعود العراق الباشا والزعيم والوجيه.