ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
يمثل صوت الناخب في الانظمة الديمقراطية الاساس الثابت في شرعية السلطة التي تدير شؤون المواطنين، لان هذا الصوت يمثل جواز مرور وضوءا اخضر لتلك السلطة في ان تمارس وظائفها المناطة بها حسب القواعد القانونية المصاغة لها، لذا يعد صوت الناخب مهما جدا بل ومقدسا في تلك الانظمة التي يكون معيار نزاهة الانتخابات وشفافيتها فيها أُس هذه الممارسة والحق الديمقراطي.تدرك الاحزاب في تلك الانظمة وكذلك المواطن نفسه اهمية الصوت الانتخابي وعمق المسؤولية التي يتحملها، لذا يسعى الطرفان المواطن من جانب كونه المانح للصوت والاحزاب من جانب كونها المستفيد منه الى الدخول في شراكة عبر عقد يمثل البرنامج الانتخابي والسياسات التي يسعى الحزب الى تطبيقها حال الفوز في تلك الانتخابات ويدخل بعدها الحزب الفائز في مخاضات عديدة من اجل تنفيذ بنود الشراكة التي تعاقد عليها مع الناخب لاجل الظفر بصفقة الحصول على صوته في الانتخابات المقبلة وهكذا سُنّة العملية الانتخابية.
وبالمنطق فان نتاج هذا العقد بين المانح والمستفيد من الصوت الانتخابي ينتج سلطة تحرص على تأدية وظائفها على اكمل وجه وصورة لانها ملتزمة بعقد شراكة وتدرك ان من منح صوته لها سيحاسبها على تنفيذ فقرات تلك الشراكة وفقا لصيغة العقد لا على اساس “سبيس” في شارعه ولا “بطانية” او “محولة” كهرباء او حتى “دجاجة شوي وكارت ابو العشرة”، فالمواطن هناك يفهم جيدا ان صوته اثمن بكثير من كل ما تقدم والاحزاب كذلك.
صوته يجعل من كل ما تقدم واكثر اساسيات لا غنى عنها يؤديها الحزب الفائز وان لم تكن ضمن عقد الشراكة بينه وبين ناخبه لانها حق مكفول سواء للمشاركين في الانتخابات ام لا، وسواء انتخب هذا الفرد الحزب الفائز ام لم ينتخبه، فالصوت الانتخابي لا يقايض بأساسيات حاجاته.
الاحزاب في دول العالم الثالث والعراق منها لا تدرك طبيعة اهمية صوت الناخب بمفهوم العقد والشراكة وفق برنامج انتخابي وسياسات عامة بل تفهمه غنيمة ضروري الحصول عليها لاجل العبور الى ضفة الفوز من دون ان يترتب على ذلك الفوز اية التزامات تجاه الناخب لانه سبق ان جرب في مرات عدة ان هذا الصوت قيمته بطانية ورصيد هاتف لذا استسهل الحصول عليه وكذلك اهميته الحقيقية .
فأذا اردنا ان تكون نتاجات الانتخابات المقبلة تمثل الحل من مشكلات ما نعاني علينا اولا كناخبين ان نقدر ونثمن قدسية اصواتنا قبل ان نمنحها للمرشحين .