الرئيسية / (الكليجة).. تقليد شعبي عراقي إيذاناً بقرب العيد

(الكليجة).. تقليد شعبي عراقي إيذاناً بقرب العيد

واسط - واع - دانيال قاسم 

تبدأ الأسر العراقية مع قرب قدوم العيد بإعداد الكليجة ..وهي نوع من أنواع المعجنات والحلويات التي تصنع في البيت على وفق طقوس أُسَرية جميلة ،وهي امتداد لتقليد عراقي شعبي قديم تعبير عن الفرحة والاحتفال بمناسبة سعيدة لاسيما عيدا الفطر والأضحى،ما يجعلها حلويات منزلية لذيذة لازالت عالقة في ذكرة كبار السن من النساء والرجال.

 وفي محافظة واسط بدأت الأسَر التي تتجمع في البيوت لاعداد الكليجة بعد أن حضرت لوازمها من الطحين والسكر والزيت والهيل والجوز واللوز والفستق والسمسم والتمر.. وكالة الأنباء العراقية زارت إحدى الأُسَر في مدينة الكوت والتقت بالحاجة أُم علي وهي وسط بناتها وزوجات ابنائها في تجمع أُسَري لاعداد الكليجة استعداداً لحلول عيد الفطر السعيد .

ام علي عرَّفت لنا الكليجة بقولها: هي مادة عجينة نعملها بشكل خاص ونخلط معها الحليب والسكر ونضيف عليها مواد ذات طعم خاص ثم نعملها بشكل اقراص وبأشكال مختلفة ومنها ما يحشى بالتمر او الجوز او السمسم او اللوز المدقوق بالسكر.

 السيدة ام كرار شاركت في الحديث قائلة  " لكل ربت بيت  لها طريقة لصنع الكليجة وكانت ربات البيوت في العقود السابقة بعد اعدادها ورصفها في الصواني ترسلها الى الفرن الموجود في المحلة ، اما الآن وبوجود الافران الكهربائية والغازية في البيوت فان مهمة انضاج الكليجة تقع على عاتق ربت البيت".

ام سارة أوضحت بدورها، ان " الكليجة هي نوع من المعجنات الحلوة، ولها قالب خاص تُصنع به يُعطي العجينة الشكل قبل وضعها في الفرن لتنضج ،والكليجة عادة وتقليد اجتماعي لم يتأثر على مر السنين،ويرتبط صنعها  بالاعياد اذ تقدم مع الشاي للزوار في العيد  وفي العراق يوجد العديد من الحشوات  لها منها بالتمر والجوز والفستق وجوز الهند والسمسم والحلقوم واللوز حيث تتفنن النساء بصناعتها وكيفية طبع النقشات عليها ، وهذا التقليد السنوي لا يزال موجودا منذ زمن قديم وهو تقليد مرتبط بالأعياد لاسيَّما عيدا الفطر الأضحى المباركان".

وقد نتساءل لماذا لا يتم تحضير الكليجة الا من خلال تعاون اكثر من سيدة في البيت؟

ام محمد تجيب على تساؤلنا بالقول ،ان " لكل عائلة نمط خاص بها في خلطة عجينة الكليجة ،من ناحية مقادير الطحين والزيت والماء والسكر والملح ،وهذه العوائل تحافظ على تراثها الذي ورثته من اجدادها في تحديد مذاق صنع الكليجة وحجمها ونوعية الحشوة فيها".

واضافت ان "بعض العوائل تفضل الكليجة مالحة ،والاخرى تفضلها حلوة وغيرها تخلط الهيل مع الطحين ،فيما تقتصر عدد من البيوت بصنع الكليجة المحشوة بالتمر فقط ..وهكذا ،لذا فان تجمع نساء العائلة في بيت واحد لصنع الكليجة هو للحفاظ على طريقة التحضير اضافة الى ان الكليجة تحتاج الى مجهود كبير من ناحية العجن وتحضير الحشوات وكبس العجين في النقشة وبعدها وضعها في الفرن بانتظار نضجها".

وتابعت ام محمد ،ان " العوائل وفي تعاونها عند كل مناسبها لصنع الكليجة تزداد الفة ومحبة وتبادل الافكار وزيادة العلاقات الطيبة فيما بين اسر العائلة الواحدة".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

9-05-2021, 15:42
المصدر: https://www.ina.iq/125471--.html
العودة للخلف