ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
بعدَ أن فجعنا جميعا بحادث مستشفى ابن الخطيب الذي راح ضحيته العشرات بين شهيد وجريح كلهم كانوا يعانون الالم قبل موتهم فهم اما مصابون بفيروس كورونا او مرافقون لهم فضلا عن الملاكات الطبية التي تتحمل مشاق ومصاعب التعامل مع مرضى ينقلون داءهم عبر الهواء وبمجرد الاقتراب منهم، فكل الضحايا من شهداء ومصابين كان الالم والمعاناة تسبق ما وقع عليهم في هذا الحادث.وبعد ان افقنا من الصدمة المروعة علينا ان نسأل جميعا، كم مرة تكرر مسلسل الحرائق في دوائر ومؤسسات الدولة فضلا عن المؤسسات الخاصة؟ وكم مرة بالتحديد تكرر مسلسل الحرائق في مستشفيات ودوائر وزارة الصحة؟ فهل نسينا حريق مستشفى اليرموك في قسم الاطفال وما نتج عنه من ضحايا قبل سنوات مضت؟ وهل نسينا حريق دار ايواء الايتام التابع لوزارة العمل قبل سنوات؟ وهل نسينا احتراق عشرات الدوائر في مختلف الوزارات؟ وكل هذا وما سيأتي “لا سمح الله” سببه عدم وجود ثقافة وايمان بضرورة ايجاد سبل الوقاية من المخاطر وتحديدا مخاطر الحرائق، فكم دائرة حكومية فيها نظام حرائق متكامل وفعال، اذ ان بعضها تمتلك نظام اطفاء حرائق، لكنه غير فعال وعاطل عن العمل، وكم مستشفى حكومي او حتى اهلي يمتلك هذا النظام؟ وكم فندق ومطعم ومصنع وشركة في العراق مجهزة بنظام اطفاء الحرائق؟ بل ابعد من ذلك، فكم بيتا عراقيا لديه مطافئ حريق في بيته رغم توفرها بكثرة ورخص ثمنها ؟ اكاد اجزم ان ما نسبته اقل من 1 % من بيوت العراقيين تتوفر فيها مطافئ للحرائق، واجزم ايضا ان ذات النسبة في دوائر ومؤسسات الدولة تمتلك نظام اطفاء الحرائق، بل ان اخر ما يفكر في توفيره المسؤول الحكومي هو هذا النظام الذي لا يمكن الاستغناء عنه في دول العالم اجمع، بل اخر ما يفكر في توفيره صاحب البيت هو وجود مطفأة حرائق صغيرة في بيته.
التقصير يجب ان يتحمله كل مسؤول في وزارة الصحة له علاقة من قريب بقضية عدم وجود انظمة اطفاء حرائق سواء كانوا مسؤولين حاليين او سابقين، كذلك الحال في كل مؤسسات الدولة ودوائرها يتحمل مسؤولوها ما سيحصل في الايام القادمة من حرائق لا سيما اننا تعودنا في اشهر حزيران وتموز واب على كثرة الحرائق في العراق، ومؤكد ان الامر سيتكرر مستقبلا في مؤسسات اخرى لاسباب كثيرة منها واهمها غياب هذا النظام ورداءة صيانة الكهرباء وعملها وسوء استخدامها.
والامر الغائب عنا جميعا هو غياب ثقافة الوقاية والحذر من المخاطر التي تحيط بنا وعند الحديث مع احدهم عن مخاطر محتملة “كهرباء - حريق- حادث سقوط” او غيره ستجد الاجابة جاهزة “الله كريم - كلمن بيومه” وهذا منشأه عدم وجود وعي كاف باهمية ايجاد سبل ومقومات الحيطة والحذر .
وهنا نحذر من ان اغلب مراكز ودور الشفاء المخصصة لحجز المصابين بوباء كورونا في عموم محافظات العراق مصنوعة مما يُعرف بـ”السندويج بنل” وهذا النوع يحتوي بداخله على مواد تساعد على انتشار الحرائق مع غياب تام لانظمة الحرائق في تلك المراكز التي بُنيت على عجالة لمواجهة جائحة كورونا ابان انتشارها الاول لذا فانها معرضة اكثر من بقية المراكز والمستشفيات لحدوث الحرائق.
وجود نظام اطفاء حرائق اصبح واجبا وليس مستحبا في كل بناية مهما كان نوعها وشكلها فلا يمكن منح اجازة استخدام لاية بناية ما لم يتوفر فيها هذا النظام، طبعا هذا في كل دول العالم الا العراق الذي باتت ثقافة الفوضى وعدم الاعتبار من حوادثه ومآسيه تحرك مسؤوليه لاجراء اللازم .