ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
يعد قضاء النعمانية في محافظة واسط من المناطق التي تتمتع بجمالية المكان المتزين بخضرة الأرض وعذوبة المياه.غير أن هذه المدينة الغافية على اكتفاء دجلة لا تتميز فقط بجمال منظرها ودورها في دعم السلة الغذائية لمحافظة واسط فحسب وإنما تميزت بوجود قبر الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي ،الذي يقع شمال القضاء والذي ميزها ببعد ثقافي نتيجة وجود هذه المعلم التاريخي المهم.
وقال الحاج عوض عطوان أحد وجهاء قضاء النعمانية لوكالة الانباء العراقية (واع): إن "ضريح الشاعر أبا الطيب المتنبي بُنيَ لأول مرة من الطين في ثلاثينيات القرن الماضي على يد أحد وجهاء المنطقة ،ثم في نهاية الأربعينيات جاءت لجنة دولية معنية بتحليل بقايا الجثمان للتأكد من أنه يعود للشاعر أبو الطيّب المتنبي وتم التأكد من ذلك".
من جانبه قال الحاج حسين حاشوش: إن "الناس القدامى في محافظة واسط عموماً ومدينة النعمانية خصوصاً كانوا يطلقون على قبر المتنبي بـ(ابو سَورة) لأن مياه فيضان دجلة التي أغرقت أغلب مناطق واسط في خمسينيات القرن الماضي كانت تطوف حول القبر ولم تصل إليه ،ويعد ذلك كرامة من كرامته ،ولهذا أصبحوا يدفنون أطفالهم بالقرب منه بعد الفيضان".وأشار الباحث التاريخي جمعة السعيدي الى أن "البيت الثقافي في محافظة واسط كان يقيم مهرجاناً سنوياً بجوار قبر الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي تيمناً لعطائه الفذ في مجال الأدب العربي حيث المهرجان كان يضم فقرات عديدة وبمشاركة شعراء وأدباء العراق والعرب"، مبيناً أن "هذه الأنشطة الأدبية توقفت بعد انتشار جائحة كورونا".
وأضاف أن "بعثة من وزارة الثقافة والآثار قدمت في ستينيات القرن الماضي ،وتم عقد مؤتمر علمي شارك فيه مختلف الأدباء والنقاد العراقيين ومن هذه الشخصيات العلامة مصطفى جواد ،وكذلك العلامة أحمد سوسة ،وعدد كبير من وجهاء النعمانية تلوا من خلالها بحوثاً ومحاضرات عن شاعرية المتنبي ،وأكدوا أن القبر يعود إليه" .