الرئيسية / الانفجار السكاني.. الخطر القادم

الانفجار السكاني.. الخطر القادم

  عباس الصباغ
 
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
رغم ان العراق بملايينه التي تجاوزت الاربعين لم يتخطّ حتى الان عتبة الانفجار السكاني، الا أن تزايد نسبة سكانه بحوالي مليون نسمة سنويا تقريبا ممكن ان يضعه قريبا من بلوغ هذه العتبة، لاسيما ان تلك الملايين مازالت تعيش في مدن مزدحمة وتكاد تخلو من البنى التحتية اللائقة، فضلا عن معيشة الكثير منهم في العشوائيات غير النظامية والمهمّشة والكائنة تحت خط الفقر، اذ تتضاعف حاجاتهم بشكل مضطرد الى السكن اللائق والغذاء والدواء والامن والماء والكهرباء.. الخ، فكيف لو وصل تعداد السكان الى اكثر من خمسين مليونا بعد عقد من الزمان؟ وتأثير ذلك على الاقتصاد ومدى استيعابه للزيادات المتتالية سنويا.
 العراق بوضعه الحالي ما زال يشكو ويئنّ من منظومة أزمات ما زالت تتراكم، والتي يبدو انها متجددة ويتجدد تأثيرها السلبي في معيشة ونفسية الفرد العراقي، الذي ورث منظومة اخطاء وخطايا دولتية تأسيسية طيلة عمر الدولة العراقية الحديثة، فكل تأسيس دولتي يأتي بجملة من المشكلات الجديدة اضافة الى القديمة، وهكذا استمرت  وتراكمت دورة التأسيسات ومعها دورة الازمات والمعاناة، ولكن لم يتم الاخذ في الحسبان ان العراق مقبل على انفجار سكاني كبير ما يستدعي وضع برامج تنموية واقتصادية، تتناسب مع تلك الزيادة ومدى تناسبها طرديا مع موارد الاقتصاد العراقي الريعي، مع الاخذ بنظر الاعتبار ان اغلب البرامج الموضوعة للحد من الفقر الذي يعيش الكثير من العراقيين تحت خطه لم تعد تفي بالغرض 
منها.
ووفق وزارة التخطيط العراقية، فإن نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر في العراق بلغت 39 %، يضاف اليها عدم وجود تعداد عام للسكان لمعرفة متطلبات السكان وحاجاتهم وواقعهم المعيشي والاقتصادي والتنموي.. الخ، كما يستدعي ومن الان تنويع مصادر الدخل القومي بإضافة عناصر اخرى تكون مرادفة للنفط، فضلا عن الشروع بتشكيل صندوق سيادي نفطي عراقي يضمن حق الاجيال اللاحقة من الثروات، وسياسيا يجب تفعيل المعاهدات الدولية الخاصة بالأمن المائي والبيئي ومكافحة التصحر، مع وضع خطط عملية لتنشيط قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة والاستثمار والقطاع الخاص وتفعيل البرامج الخاصة لتقليل نسب الفقر والبطالة، ولجعل الموارد البشرية المتزايدة متكافئة مع الموارد الاقتصادية المحدودة، يجب استحصال قرار يلزم بتقنين النسل وتعدد الزوجات، بشرط ألا يعدّ ذلك انتهاكا للأعراف المجتمعية، فقد تم تصنيف العراق في الإحصائية الأخيرة في المركز 36 عالميا من حيث الدول الأكثر خصوبة في النسل، بحسب صندوق السكان التابع للأمم المتحدة فسيكون ذلك اكثر من قنبلة موقوتة مقبلة.





22-04-2021, 08:49
المصدر: https://www.ina.iq/124164--.html
العودة للخلف