لا يختلف اثنان حول أهمية الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، باعتباره يمثل تفاهمات حيوية تتعلق بأمور جوهرية لها مردودات إيجابية في المستقبل القريب.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ويرى محللون أن الحوار الاستراتيجي مع إدارة واشنطن حقق طفرة نوعية في تحديد العلاقات بين الطرفين.ويقول أستاذ العلوم السياسية احسان الشمري في تصريح لوكالة الانباء العراقية (واع)، إن "من المكتسبات التي تحققت لبغداد من الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي مع واشنطن التواصل مع بغداد كمؤسسات ، وهذه الجولة تمتلك خصوصية لأنها أول حوار يطرح من خلاله شكل ومضمون العلاقة وفق الإطار الاستراتيجي"، لافتاً الى أن "من المكتسبات المهمة جدا قضية إعادة توصيف القوات الأمريكية، وهنالك تفهم أمريكي بعدم حاجة العراق لقوات قتالية واستمرار الشراكة بين العراق والولايات المتحدة الامريكية حول كثير من المجالات الاقتصادية والامنية والعسكرية والصحية ".
وأضاف ان "جميع هذه الأمور تصب في صالح العراق، وهذا بحد ذاته مكسب كبير جدا، لان العراق بحاجة الى شراكات مع الدول الكبرى، والولايات المتحدة الاميركية تعد من الدول التي يمكن من خلال ترسيم العلاقة معها وفق الاتفاق الاستراتيجي أن تشكل عاملا إيجابيا على الداخل العراقي"، مشيرا الى ان "الدبلوماسية الهادئة التي تسير عليها الحكومة الحالية حققت كثيرا من المكاسب، خصوصا في ما يتعلق بعدم وجود قوات قتالية واعادة تكييف تسمية مهام القوات الامريكية، وهذه الدبلوماسية هي التي تنجح بخلاف غيرها من السياسات".
أما الخبير الأمني احمد الشريفي، فيرى أن نجاح جولة الحوار، أدى الى انفتاح العراق إقليميا، مبيناً "وجود تطورات كبيرة في هذه الجولة من الحوار، لأنها ادت بشكل او بآخر الى انفتاح العراق ".
وبين: "كنا نصف الجولات السابقة بأنها حوار صناعي بين الولايات المتحدة وبين العراق، لكن في هذه الجولة بالتحديد كان هنالك حوار يؤدي الى انفتاح اقليمي ودولي وسيؤسس الى اقليمية دولية جديدة يكون فيها العراق المحور الاهم في مجال الطاقة ومعابر الخط والنقل الاستراتيجي"، مؤكدا ان العلاقة مع واشنطن ستتكامل على المستوي الفني والثقافي، وفي ما يتعلق بالمؤسسة العسكرية والامنية، فانه سيتم تشكيل لجان فنية لدراسة واقع الارتقاء في القدرات القتالية والتسليحية للجيش العراقي والمهارات القتالية بما يتناسب وتحدي المرحلة والدور الذي سيلعبه العراق دوليا وإقليميا".
وتابع الشريفي "نحن امام ادارة حوار موفق من قبل الحكومة العراقية سيفضي الى نتائج ايجابية، لان العراق بدأ بخط شروع جديد سيغير الواقع الاقتصادي والامني والعسكري في المرحلة القادمة".
ويصف أستاذ العلوم السياسية نجم الغزي، جولة الحوار الاستراتيجي مع واشنطن بانها جولة جدولة مبرمجة في الاتفاقية التي وقعت في 2011 لمراجعة هذا الاتفاق"، مضيفا ان "القضية في هذا الجانب محاولة الحكومة العراقية وربما حتى الحكومة الامريكية في هذه الفترة لتخفيف التوتر والاحتقان".
وأوضح أن "هدف الحكومة العراقية اخراج القوات الامريكية وهي جادة بإبقاء ما يحتاجه العراق من القوات الامريكية فقط للتدريب والاستشارة"، مؤكداً "وجود تفهم أمريكي لهذا الموضوع ".
ولفت الى أن "الرسائل السياسية اكثر اهمية من الرسائل الامنية في هذا الاتفاق، لان عدد القوات ودخولها وخروجها خاضع لتقييم الاوضاع ،وتقييم الادارة الاميركية او تقييم قيادة العمليات خاصة في منطقة الشرق الأوسط"، موضحا أن "الوضع الراهن "يحتاج الى نوع من تخفيف التوتر خاصة وان الامريكان سحبوا حاملات الطائرات وبعض القطع الحربية من المنطقة، وان القوات العسكرية في الاساس جاءت بطلب من الحكومة العراقية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، في وقت سابق، أن نتائج الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بوابة لاستعادة الوضع الطبيعي في العراق.
وقال الكاظمي في تغريدة له ان "نتائج الجولة الثالثة من الحوار الإستراتيجي بوابة لاستعادة الوضع الطبيعي في العراق، وبما يستحق العراق، وهو إنجاز جدير أن نهنئ به شعبنا المحب للسلام".
واضاف: ان "الحوار هو الطريق السليم لحل الأزمات، شعبنا يستحق أن يعيش السلم والأمن والازدهار، لا الصراعات والحروب والسلاح المنفلت والمغامرات".
كما وجه الكاظمي، بتشكيل لجنة فنية لتنفيذ مخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية فؤاد حسين، يوم أمس، أن العراق والولايات المتحدة اتفقا على تطوير العلاقات في جميع المجالات.
وإضاف، أن "العراق والولايات المتحدة أكدا خلال الحوار الاستراتيجي على تطوير العلاقات"، مبينا أنه "تم التأكيد ايضا على ضرورة استمرار التواصل مع الجانب الأمريكي".
وفي سياق ذلك، أكد مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، أن العراق اتفق مع واشنطن على أن لا تكون هناك قواعد عسكرية أمريكية في العراق.
وقال الاعرجي إن "الجانب الأمريكي تعهد بسحب عدد مهم من قواته من العراق".
وأضاف: "تحدثنا خلال الحوار عن التقدم الذي أحرزته قواتنا في مكافحة الإرهاب". لافتا الى أنه "تم الاتفاق على تولي قواتنا الأمنية مهمة محاربة داعش الارهابي".
وتابع أن "العراق أكد على حماية الكوادر الأجنبية"، مشيرا الى أن "الطرفين اتفقا على عدم وجود قواعد أجنبية في العراق".
ولفت الى أن "الجولة الثالثة من الحوار كانت ناجحة"، مبينا أن "العراق أكد التزامه بحماية أفراد وكوادر البعثات الدبلوماسية".
ونوه الأعرجي بأن "الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي كانت باشراف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي"، مؤكدا أنه "لا قواعد عسكرية أمريكية في العراق".