كاظم الحسن
عندما سئل الرئيس السنغالي الاسبق سنغور عن تاريخ الزنوج ،قال :"انه تاريخ العبودية" ، وفي مذكرات آل كابوني كان عنوان الكتاب "سيرة دم" واعتقد ان كلا المثالين يصلحان لوصف حقبة نظام البعث الاجرامي، ولذلك عقد اي مقارنة مع هكذ عهد اجرامي غير منصفة او عادلة، بل اجزم انها ليست اخلاقية بشيء.
هذا النظام القاتل استباح كل شيء وليس لديه اية حرمات او خط احمر يقف ازاءه، فلقد احتضن كل اساليب الجريمة والقتل من الحجاج بن يوسف الثقفي الى هتلر وستالين وانظمة اوروبا الشرقية البوليسية، وتفنن في اختراع ماهو وحشي في معاقبة العراقيين، وبلغت جرائمه ذروتها، في استعماله السلاح الكيمياوي المحرم دوليا ضد شعبه الاعزل في مدينة حلبجة التابعة لاقليم كردستان، وجرائمه النكراء في المقابر الجماعية، هل يوجد انسان لديه مشاعر وضمير يقوم بمثل هكذا اعمال قذرة تستقبحها كل الشرائع والاديان والقوانين والاعراف والقيم، وبعدها يأتي من يقول لك أنا أحن الى تلك الفترة المظلمة من تاريخ العراق؟ أعتقد أن هؤلاء بحاجة الى مصحة نفسية! لماذا؟ ان صنمهم المعبود، كان يمكن ان يودع في السجن او مصحة في اولى جرائمه التي ارتكبها في حياته، لولا الغطاء الأيديولوجي، الذي برر تلك الجرائم، وقد كان محقا الكاتب ابراهيم الزبيدي صديق طفولة صدام في كتابه، المعنون صديق طفولة صدام،عندما وصفه في احد فصول الكتاب "القتل مفتاح الفرج"، وهو بذلك يقصد ان محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم رفعت من رصيده السياسي والحزبي واعقبها مجزرة ناظم كزار وبعدها مذبحة قاعة الخلد ضد رفاقه الحزبيين، ليستتب الوضع له ويصبح على قمة الهرم السياسي في العراق وذلك من سوء حظ البلد الذي اصبح بلادا ما بين النارين ؟ اي الطاغية صدام والحصار، تخيلوا رئيس دولة يقول عن بلده سوف يحيله الى تراب اذا اطيح به من الحكم، اي سادية تلك التي يحملها هذا القاتل، والتي لم تسلم منها حتى زوجته اذ يذكر الدكتور علاء بشير في كتابه الموسوم " كنت طبيبا لصدام" انه اثناء اجراء عملية جراحية لاصبع ساجدة طلفاح نسيَّ أن يقوم بتخدير موضعي له، وأراد ان يعتذر من ذلك لكنها قالت له "الذي يتحمل صدام يتحمل كل شيء" .هذا غيض من فيض جرائمه التي استمرت على مدى اكثر من ثلاثة عقود ونصف وهل ثمة مقارنة مع هذا الحطام الذي خلفه هذا النظام القاتل !. .