الأنبار- واع - احمد الدليمي
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
تتميز محافظة الأنبار في العديد من الثروات الطبيعية نظراً لطبيعة أرضها التي تتميز بطابعها الصحراوي، وفي قضاء هيت غرب الأنبار يستطيع كل من يدخل الى أطراف المدينة أن يتحسس رائحة القير التي تفوح من الأرض، حيث تنتشر عيون القير الأسود في مواقع عدة في القضاء حتى باتت هذه العيون إحدى معالم المدينة.

الحاج مهدي أبو محمد ،وهو من سكنة قضاء هيت القدامى يقول: إن " تأريخ هذه العيون القيرية هو قديم جداً حيث أثبت المؤرخون أن سفينة نبي الله نوح "ع" قد طليت من هذا القير قبل انطلاقها ،إضافة الى استخدامها من قبل البابليين في بناء الجنائن المعلقة ".

وتابع أبو محمد أن "القير له استخدامات كثيرة حيث يستخدم لطلاء الأرضيات والأسطح ،فهو مانع جيد للرطوبة ،وفي القديم كان يستخدم في العلاجات الطبية لتجبير الكسور وآلام المفاصل بعد أن يسخن جيداً، كما يستخدم في صناعة الدلو الذي يشرب به الماء ،وكذلك (الباطية) وهو إناء يستخدم عند عجن الطحين وتحضيره للخبز ، وكذلك في تزفيت السفن والزوارق"، مطالباً الجهات ذات العلاقة "بالاستفادة من تلك العيون القيرية الطبيعية بإنشاء معامل اسفلت ومعامل الماستك والدهانات ".

جاسم حسين أبو براء أحد العاملين في هذه العيون ،حيث توارث هذه المهنة أباً عن جد ،ويطلق عليهم في هيت لقب( المجيرجية ) ، يقول:"يوجد هنا في هيت عشر عيون طبيعية للقير ، وأن عملنا متعب وصعب جداً ،إلّا أن رزقنا وعوائلنا يقف على هذه المهنة الشاقة وقد اعتدنا عليها ،ولا نستطيع العمل بمهنة أخرى"، موضحاً أن "جميع الحكومات المحلية المتعاقبة لم تلتفت الى هذه الثروة الطبيعية ولم تولي أي اهتمام بشأن تطويرها والاستفادة منها" .
