ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
شاع إذا أردنا أن نتحدث عن شخص جميل المعشر ويتقبل النقد بسعة صدر ويتعامل مع الاخرين “بأريحية” عالية، أن نقول عنه إن (روحه رياضية)، أي انه لا ينفعل ويغضب لامور بسيطة، وانه يتجاوز هنات وانفعالات الاخرين بحقه، لأن الرياضة بجميع صنوفها متعة في ممارستها ومتابعتها وحتى في تشجيعها.ما يجري هذه الايام من حرب تصل الى حد التهديد والتلويح بالقتل فضلا عن السباب والشتائم والكلام البذيء بين المشجعين لاندية كرة القدم العراقية تحديدا لا يمت للروح الرياضية بصلة، نعم تحدث في كل العالم مناوشات بين روابط مشجعي الاندية، ولكن حتما هذه ليست القاعدة في التشجيع الذي يستلزم المتعة، أما أن يصل تشجيع فرق كرة القدم الى حرب مفتوحة تستخدم فيها كل ادوات تنكيل طرف بالطرف الاخر فإن الامر خرج عن المألوف وتجاوز قضية التشجيع ومتعتها، الى صراع اجتماعي ربما يصل للازقة وحتى البيوت مع انتشار السلاح وضعف تطبيق القانون العام الذي يكفل الامن والامان للفرد في المجتمع.
أما أن يصل الامر الى الاعتداء المباشر على اللاعبين واهانتهم فإنه ذلك حتما يستتبع ردة فعل مقابلة من الطرف الاخر، وهذا من شأنه ان يحول مباريات كرة القدم مستقبلا الى حلبة حرب بين الفرق الرياضية، وينسحب معها الوضع الى الشارع الرياضي وربما المجتمع مستقبلا، وإن لم نتدارك الامر في منع تكرار هذه التجاوزات من خلال القانون فإن تجربة التجاوز على اللاعبين والاندية التي تلعب خارج ملعبها ومدينتها ستنتقل الى فرق اخرى، وهكذا ستنتشر دوامة العنف والحقد والكراهية بين المشجعين والشارع الرياضي.
وفي سبيل تجاوز هذه الظاهرة الجديدة على ملاعبنا الرياضية ينبغي اتخاذ اجراءات حازمة وصارمة بحق الفريق المعتدي من قبل مشجعيه على الفريق الضيف ومتابعة لغة التهديد والوعيد التي تتبناها اية رابطة لتشجيع فريقها الكروي بحق الفريق الاخر، وإلا سوف تتحول الرياضة في العراق وتحديدا لعبة كرة القدم من متعة الى محنة .
وهذا الامر يقع تحت مسؤولية ادارة الاندية في المقام الاول ومنه الى اتحاد كرة القدم والجهات الامنية ذات العلاقة، كما تقع على المؤسسات الاعلامية لا سيما المختصة بالجانب الرياضي مهمة التثقيف المباشر والموجه في رفض هذه التصرفات من خلال رفض “نجوم” هذه اللعبة من السابقين والحاليين لهذه التصرفات، وان كانت الى جانب فرقهم، ونشاهد دائما في الدوري الاوربي والانگليزي برغم شراسة منافسة فرقه المعروفة حالات كبيرة من العلاجات لهذه الظاهرة يقوم بها لاعبو الفريقين في سبيل ارسال رسالة رفض واستنكار لجماهيرهم ازاء بعض التجاوزات التي يقومون بها. التثقيف الرياضي مهمة بالغة الضرورة حتى قبل اتخاذ الاجراءات العقابية الصارمة بحق المشجعين المتجاوزين فما يأتي عن قناعة باقٍ لا يزول وما يأتي عن قوة معرض للزوال بمجرد زوال القوة، لذا فالمهمة التثقيفية تقع على عاتق كل مشتغل في الشأن الرياضي من لاعبين ومؤسسات واعلام بشكل خاص وعلى كل ادوات التأثير في المجتمع بشكل عام.