حمزة مصطفى
الجميع شرقا وغربا، شرق وغرب، عند زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ورأس الكنيسة الكاثوليكية الى
العراق ( 5 ـــ 8 ـــ آذار الحالي) باستثناء سماحة السيد علي السيستاني.
الرئيس الفلسطيني الأكثر قلقا مما سمي خلال سنوات ترمب الأربع "صفقة القرن" التي كان يحلو له تسميتها "صفعة القرن" هو الوحيد ربما بين المشرقين والمغربين ممن التقط ماورد بشكل دقيق في بيان المرجعية بعد اللقاء بين المرجع الشيعي الأعلى وبين البابا.
لا أريد الدخول في تفاصيل بيان المرجعية عن اللقاء فهو منشور على غوغل لمن يود الإطلاع، كما لا أريد التطرق كثيرا الى مضمون الرسالة التي بعث بها الرئيس محمود عباس الى السيد علي السيستاني شاكرا إياه موقفه من القضية الفلسطينية، الرئيس عباس على حق مثلما كثيرين على حق ممن يخشون ما يمكن أن يدخل في باب المؤامرة الكلية على القضية الفلسيطينة والشعب الفلسطيني. صحيح أن ليس هناك جديد في ما يتعلق بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية منذ قيام إسرائيل عام 1948 ومن ثم الحروب العربية، التي أبدع العرب في إطلاق التسميات عليها (48 نكبة) و(67 نكسة) وصولا الى باقي النكبات والنكسات التي بدأت على مستوى آخر عام 1977، حين زار الرئيس المصري الأسبق أنور السادات القدس ووقع في العام التالي في كامب ديفيد برعاية الرئيس الأميركي آنذاك جيمي كارتر ماعرف باتفاقية كامب ديفيد.
في ذلك الوقت أصدر جيمي كارتر كتابه "دم إبراهيم" الذي يريد أن يقول لنا فيه إننا أبناء نبي واحد هو النبي إبراهيم وبالتالي نحن أبناء نطفة وعلقة ومضغة واحدة مصدرها النبي إبراهيم، فلا ينبغي أن نشرق ونغرب كثيرا و"ننخبص" بما يسمى نظرية المؤامرة، ومع توالي المؤامرات الحقيقية على القضية الفلسطينية منذ أوسلو في تسعينيات القرن الماضي وصولا الى صفقة القرن أو صفعته على طريقة أبي مازن الفلسطيني سالت دماء كثيرة كانت في غالبها الأعم عربية إسلامية، دون أن نستفيد شيئا مما نظر له كارتر آنذاك أو كثيرون غيره في السنوات الأخيرة.
السيد السيستاني قطع الشك باليقين حين أبلغ البابا فرنسيس حدود القضية والمسؤولية والدور دون أن يأخذ حق الفلسطينيين في الكلام أو يقصر في ما ينبغي أن يكون عليه العرب والمسلمون عند الحديث عن إبراهيم النبي. فإبراهيم وطبقا للقرآن كان "حنيفا مسلما".
وطبقا للقرآن أيضا لاينبغي المحاجة في إبراهيم من قبل سوانا في التوراة والأنجيل، لأن إبراهيم(ع) .. سبق التوراة والإنجيل.