بغداد- واع - محمد الطالبي
إجراءات أمنية مشددة اتخذتها القيادات الأمنية وبإشراف مباشر من القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي أبرزها تغيير بعض القيادات الأمنية واطلاق عملية ثأر الشهداء من جهاز مكافحة الإرهاب لملاحقة بقايا داعش الإرهابي، وتأتي هذه الإجراءات في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون وخبراء أمنيون على أهمية تفعيل الجهد الاستخباري والتقنيات الحديثة لمنع تكرار الخروقات.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا لوكالة الأنباء العراقية (واع): إنه " ومنذ سنوات لم يحصل حادث إرهابي داخل مدن أو داخل بغداد بفضل القوات الأمنية التي استطاعت خلال الفترة الماضية من إيقاف العشرات من العمليات الإرهابية قبل حدوثها ،وهذا مؤشر على فائدة الجانب الاستخباراتي"، مضيفاً أنه "وبعد الخرق الأمني الأخير في بغداد أكد القائد العام للقوات المسلحة ضرورة التركيز على الجانب الاستخباراتي من خلال تغيير بعض القيادات".
ولفت الى أن "هذه التغييرات ستعطي دفعة جديدة لعمل القوات الأمنية التي قدمت جهوداً وإنجازات مهمة أسفرت عن تفكيك شبكات عصابات داعش الإرهابية، وأن الإشراف المباشر من القائد العام يدلل على أن هناك المزيد من الدعم وإسناد الاستخبارات"، مبيناً أن "الجهد الأمني دائماً ما يكون بحاجة الى الامكانيات والى تحديث الأجهزة والمعدات والتقنيات".
وأشار المحنا الى أنه "سيكون هناك تدعيم لجانب التقنيات وجانب المنظومات سواء منظومات الكاميرات أو منظومات الاتصالات أو المنظومات البرامجية أو غيرها من الأمور التي تعتمد عليها أجهزة الاستخبارات حالياً"، مؤكداً أن "هذا الحادث لن يؤثر في الحياة العامة ولن تكون هناك قطوعات أو تقليل من الحريات العامة أو تضييق الطرق ،وإنما سيكون هناك تركيز وتدعيم الجانب الاستخباراتي من جهة ،وأيضاً تفعيل رفع مستوى العمليات الاستباقية والقضاء على ما تبقى من عصابات داعش الإرهابية".
هذا وكانت قيادة العمليات المشتركة قد تعهدت ، باعتقال من ساعد الإرهابيين في الوصول الى العاصمة بغداد، فيما وجهت نداءً الى المواطنين.
وقال الناطق باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي في حديث لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إنه "فور حدوث التفجيرين الإرهابيين، كانت هناك سلسلة من الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها، كما يحدث في الكثير من بلدان العالم، حيث باشرت القوات الأمنية بأسلوب جديد لاسيما في العاصمة بغداد".
وأضاف أن "ما حدث هو خرق أمني، ونحن نعمل للوصول الى أسباب هذا الخرق، وكيف حدث، ومن هي الجهات التي ساعدت هؤلاء الإرهابيين في الوصول الى هذا المكان".
وبين أن "الضغط الكبير الذي مارسته القوات الأمنية على الارهابيين كان له تأثير كبير، لاسيما في الأيام القليلة الماضية، حيث تم قتل وإلقاء القبض على عدد كبير منهم، كما تم الحصول على معلومات مهمة بشأنهم"، مبيناً أن "هذا الضغط دفع هؤلاء الإرهابيين لتنفيذ عملياتهم الإرهابية، لاسيما العملية الانتحارية في بغداد، لإيصال رسالة بأن العاصمة ليست آمنة".
بدوره، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول أن القوات الأمنية ستصل الى منفذي جريمة ساحة الطيران.
وقال رسول لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كان متابعاً ومشرفاً ميدانياً على ما حدث وعقد اجتماعاً مع القادة الأمنيين في عمليات بغداد وبحضور وزيري الدفاع والداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطني والأجهزة الاستخباراتية"، لافتاً إلى أن "القائد العام أمر بفتح تحقيق على الفور للوقوف على أسباب حدوث هذا الخرق الأمني وملاحقة الخلايا الإرهابية ،ووجه القوات الأمنية بحفظ أمن المواطن واتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك ميدانياً ،ووجه أيضاً بأن تكون قطعات الجيش مساندة للقوات الأمنية لتقوم بواجبها وتهيئة الدعم الميداني والأمني والتأكيد على أن حفظ أرواح المواطنين هي الأولوية لدى القوات الأمنية".
وأشار رسول إلى أن "القائد العام للقوات المسلحة وجه بوضع جميع إمكانيات الدولة لمواجهة الإرهابيين ،ووضع القطعات الأمنية والاستخباراتية في حالة استنفار للقصاص من المخططين لهذا الهجوم الجبان ،وتكثيف الجهد الاستخباراتي للقبض على الإرهابيين"، مؤكداً أن "القوات الأمنية ستصل للجناة ومن خططوا وساعدوا في ارتكاب هذه الجريمة".
من جهته قال الخبير الأمني أحمد الشريفي إن "إحدى أهم مرتكزات إدارة المعركة أمنياً في ظل الحروب غير التقليدية هي استخدام الجهد التقني"، منوهاً بأن "هذا الأمر من الممكن تحقيقه باعتبار أن هناك وفرة مالية وتخصيصاً مالياً وبالذات في هذه الموازنة وبالامكان توفير الجهد التقني الساند لاسيما أن الحروب الحديثة تتطلب وجود هذا الجهد".
وبين أن "هذا الجهد أصيل في المعركة يبدأ من منظومات الاتصال والمراقبة والمتابعة وحتى "الإسكات" لأن قدرة "الإسكات" الجوي عبر الطائرات المسيرة أو عبر القوات المحمولة جواً باتت اليوم هي الأجدى والأكثر جدوى من ناحية كلف العمليات العسكرية وسرعة الوصول وكفاءة الأداء وحماية القطعات ،لأن القطعات عندما يتم نقلها إلى منطقة مفتوحة من الاحتمال أن تتعرض الى الإرهاب والكمائن ولكن إذا تم نقلها جواً ستكون آمنة"، داعياً إلى"ضرورة تحويل القوات الأمنية من قوات تقليدية الى قوات مجوقلة".
الخبير الأمني فاضل أبو رغيف من جانبه أكد أن "بغداد تحتاج بمفردها الى أكثر من عشرين ألف كاميرا، مشيراً إلى أن "هناك كاميرات منصوبة ،لكنها معطلة ،أي بمعنى أن الإدامة والخدمات لم تكن تتوفر على العاطل منها ،لذلك ينبغي التنبه وإعطاء الكاميرات في بغداد الاهتمام لأن الكاميرات جداً متطورة وينبغي إصلاحها وإضافة كاميرات أخرى معها للحيلولة دون تكرار مثل هكذا حوادث مؤلمة.
ودعا أبو رغيف إلى "ضرورة وضع خطط أمنية جديدة ،وتدوير القطعات ووضع خطط مرئية وغير مرئية بالنسبة للقطعات الماسكة".
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد اصدر يوم الخميس الماضي، اوامر بتغييرات كبرى في الأجهزة الأمنية، على خلفية التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا منطقة الباب الشرقي.
وقال الناطق باسم القائد العام، اللواء يحيى رسول، في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "الكاظمي اصدر مجموعة من اوامر تغيير قيادات كبرى في الأجهزة الأمنية تضمنت ما يلي:
اولا: اقالة وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات الفريق الركن عامر صدام من منصبه، وتكليف الفريق احمد ابو رغيف وكيلاً لوزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات.
ثانيا: اقالة عبد الكريم عبد فاضل (ابو علي البصري ) مدير عام استخبارات ومكافحة الارهاب بوزارة الداخلية (خلية الصقور) من منصبه وتكليف نائب رئيس جهاز الامن الوطني حميد الشطري بمهام ادارة خلية الصقور وربط الخلية بالقائد العام للقوات المسلحة.
ثالثا: نقل قائد عمليات بغداد الفريق قيس المحمداوي الى وزارة الدفاع وتكليف اللواء الركن احمد سليم قائدا لعمليات بغداد.
رابعاً: اقالة قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن جعفر البطاط من منصبه وتكليف الفريق الركن رائد شاكر جودت بقيادة الشرطة الاتحادية.
خامساً: اقالة مدير قسم الاستخبارات وامن عمليات بغداد اللواء باسم مجيد من منصبه.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام