بغداد- واع- ملاذ الامين
تصوير – صفاء علوان
تشهد مهنة النجارة (صناعة الموبليات) حالياً انتعاشاً فقدته خلال السنوات العشرة الماضية بعد الحملة الوطنية لدعم المنتج المحلي ،التي باشرت بها الحكومة وعدد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني ورافقها دعم إعلامي منقطع النظير في وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثر بشكل واضح على تكدس البضاعة المستوردة لدى التجار نتيجة إحجام المواطن عن شرائها.
وكما نعلم فإن مهنة النجارة في سبعينيات القرن الماضي كانت من المهن الناجحة حيث إعتادت العائلات العراقية على شراء الأثاث وغرف النوم والمكتبات وغرف الاستقبال والمناضد من محال النجارة في مناطقهم ،وفي بغداد اشتهرت منطقة الصالحية بمعارض الأثاث المحلي ،التي كانت تعرض في محال واسعة تعرض أنواعاً وموديلات حديثة لغرف النوم والاستقبال وموائد الطعام ،تصنعها أياد "إسطوات" النجارة في العراق من تصميم وتقطيع للخشب وصبغ وديكورات حديثة.
الأسطة ثامر جواد خميس ( ابو ليث ) يعمل منذ 45 عاماً في النجارة ،قال : إنه "ورث هذا العمل عن والده الذي ورثه عن جده "،مشيراً الى أن "مهنة النجارة مهنة جميلة وكنت أعمل في محل والدي وأنا طالب حيث أكملت دراستي وعدت أعمل في المحل الذي ورثته عنه".
وأضاف أن "العراقيين عادوا لطلب صناعة الاثاث العراقي بنسبة جيدة ،لكنه يتمنى أن ترتفع وتعود لسابق عهدها وابتعدوا عن الاثاث المصنع والمستورد كونه يصنع من نوعيات الخشب المكبوس الذي يتضرر عن تعرضه للرطوبة أو الضغط القوي ".
وتابع ابو ليث أن " زبائنه يصفون المنتج العراقي من الاثاث بأنه (ويه العمر) بمعنى أنه جيد ولا يتاثر ويبقى عمراً طويلا"،موضحا أن "أحد الزبائن مازال يحتفظ بغرفة نوم والدته التي صنعها والدي في خمسينيات القرن الماضي".
وأوضح أن "السبب في ذلك يعود الى استخدام النجار العراقي الخشب الصاج والجام الأصلي وأنواع (المعاكس) الجيد بالإضافة الى استخدام أنواع المسامير الجيدة مع الأصباغ الأصلية التي يمكن أن تعمر مع إدامة الاعتناء على الاثاث من قبل الزبون".
من جهته أعرب(ابو جاسم) صاحب ورشة النجارة المجاورة التي يعمل فيها ثلاثة عمال ،بأن " تستمر هذه الحملات والترويج للصناعة المحلية كون السوق العراقية تشهد حركة جيدة باتجاه الاثاث العراقي".
وأضاف أن " الوضع لو استمر هكذا فإن الورشة قد تحتاج الى 10 عمال آخرين وهذا الأمر ينعكس على تقليص مساحة البطالة في العراق".
وطالب ،ابو جاسم الحكومة "بالاستمرار في الحملة مع تشجيع المواطن العراقي لشراء المنتجات الوطنية التي سيزيد الطلب عليها ما يتطلب التوسع في الانتاج وتوظيف عمال جدد".