سياسية
بغداد- واع
حيّا رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح الجموع المليونية المتجهة لإحياء الذكرى السنوية لأربعينية الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام).
وأكد رئيس الجمهورية، في كلمة وجهها إلى الشعب العراقي بهذه المناسبة، اليوم الجمعة، أن الأمل يحدونا، وتجمعنا الإرادة، ونحن نحيي أربعينية هذا العام، في المحافظة على وطننا والتمسك بالإصلاح ومكافحة الفساد لما فيه خير الوطن والإنسان.
وقال الرئيس صالح: "في ذكرى أربعينية استشهاد الحسين(ع) نشدّ على أيدي الشباب المطالبين بحقوقهم وهم يرفعون الأعلام العراقية، ونشد على أيدي القوات الأمنية التي تحميهم وتدافع عن الممتلكات العامة والخاصة"، مشيراً إلى أن "الإمام الحسين علّمنا أن نتخطى الصعاب، ونتجاوز المحن ونذود بالأنفس عن الأوطان، وندافع عن الإنسان، ونلزم القول بالفعل.
وفي ما يلي نص الكلمة :
"بسم الله الرحمن الرحيم
كلَّ عام، وفي هذه الأيامِ، ينطلقُ الأحرارُ صوبَ أبي الأحرارِ الإمامِ الحسين "ع".
إنهم يزحفون بقلبٍ واحد وإرادةٍ وطنيةٍ واحدة، وإيمان عميق بالقيمِ النبيلة، بما يعززُ تلاحمَهم، الذي يؤكدونه كلَّ عامٍ وهم يمضون نحو الحسين (ع) إماماً ومثالاً ورمزاً للفقراء والمحرومين وقِبلةً للعاملين لأوطانهم.
الحسين (ع) علّمنا ان نتخطى الصعابَ ونتجاوزَ المحنَ ونذودَ بالأنفسِ عن الأوطان وندافعَ عن الإنسان ونلزمَ القولَ بالفعلِ، كما عبّرَ بإصرار وعزيمة "إنما خرجتّ لطلبِ الإصلاحِ".
الإنسانُ والوطنُ والقيمُ العليا النبيلة غاياتٌ كبرى رسّختها ثورةُ الحسين "ع" في حياةِ الثوار والأحرار.
هكذا هو الإمام في وجدانِ العراقيين باختلافِ مكوناتهم ودياناتِهم. وهكذا تُستعاد عاشوراءُ وبعدها أربعينيةُ الشهيدِ كلّ عام. إنها استعادةٌ لقيمِ الحسين وقيمِ البطولة وقيمِ الإيمان من أجلِ الخير والمحبة والسلام.
نُحْيي الأربعينيةَ هذا العام، وكلنا يحدونا الأملُ وتجمعنا الإرادةُ للمحافظةِ على وطننا وللتمسكِ بالإصلاحِ ومكافحةِ الفساد لما فيه خيرُ الوطنِ والإنسان.
يجمعنا عزمٌ واحدٌ نستلهمُه من هذه المناسبة بأن نرتفعَ إلى مستوى التهديدِ والتحديات التي تواجه بلدَنا وشعبَنا في ظرفٍ إقليمي عاصف.
نحافظُ على بلدِنا ونؤكدُ على ضرورة المضي نحو الإصلاح.
نتمسكُ بشبابِنا ومطالبِهم وحقوقِهم المشروعة مثلما نتمسك بالأمنِ والاستقرارِ لتنفيذِ تطلعاتِ مواطنينا إلى العدالةِ والحياةِ الحرة الكريمة.
في أربعينية استشهاد الحسين (ع) نشدّ على أيدي المطالبين بالإصلاح ونشد على أيدي الشباب المطالبين بحقوقهم وهم يرفعون الأعلام العراقية. ونشد على أيدي القوات الأمنية التي تحميهم وتدافع عن الممتلكات العامة والخاصة.
نترحم ونحفظ ذكرى الشهداء من المتظاهرين ومن قواتنا الأمنية، ونقدر تضحية عائلاتهم.
في ذكرى سيدِ الشهداءِ نرفض كل أنواع القتل والظلم وتكميم الأفواه.
في هذه الذكرى العطرة، نؤكد أن لا طريقَ إلا طريقُ البناء والإصلاح لبلدنا.
العراقيون يستحقون الأفضل.
واجبُنا أن نتكاتفَ ونستلهمَ العِبرةَ من ثورة الحُسين وننتصِرَ للمحرومين والمظلومين.
وننتصر للعراق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".