سياسية
تنشر وكالة الانباء العراقية (واع) ،نص كلمة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بمناسبة اليوم الاسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة
وفي ما يلي نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد عمار الحكيم المحترم ..
السيدات والسادة اصحاب المعالي والسعادة والحضور المحترمون
السلام عليكم...
- اتقدم لسماحة الاخ السيد عمار الحكيم بالشكر والتقدير على رعايته المستمرة لهذه الآفاق الفكرية والسياسية المثمرة والتي من شأنها ان تعزز حوار النخبة وتمنح المؤسسات الفرصة للانتفاع من فرص الشورى الاحترافية من ذوي الاختصاص والخبرة في تقديم المقترحات التي تمكن الدولة من تصويب الأخطاء وتعزيز النجاحات
- في البدء لابد من الإشارة الى الوعي المتقدم الذي تنطلق منه نظرية وحكمة تيار الحكمة و سماحة السيد الحكيم من خلال تبنيه للمعارضة الإصلاحية الراشدة التي تبناها سماحته والتي ستعزز من قدرة الدولة وبالتحديد البرلمان على صناعة تفاعل سياسي حقيقي ينتج عنه تصويب وترشيد للمسار وهو جزء من حضارية العمل السياسي الذي يضعنا على جادة النهضة والتقدم .
- سيداتي سادتي لقد قدم الإسلام وجها حضارياً لدور المرأة من خلال إشراكها بالفعل السياسي والاجتماعي والثقافي والأمني والتاريخ شاهد على هذا التفاعل من خلال اداء متميز للمرأة في سيرة اهل البيت والصحابة والصالحين وطوال قرون من مسيرة التاريخ الاسلامي ، وما تمخض عن ذلك من إنجازات عظيمة نافست على المستوى العالمي في حضاراتها .
- لا يمكن قبول اي اتهام يوجه للإسلام حول ادعاء ظلمه للمرأة وتهميشها ، واعتقد ان من يتبنى هذا الرأي يحاول ان يزيف حقايق تأريخية ناصعة ويصادر بدوره قرونا من العطاء العظيم الذي قدمته المراة في ظل الحريات التي حصلت عليها المراة من التشريعات العظيمة التي اتسمت بالانفتاح والتسامح والتوازن الملائم لطبيعة المراة وقدراتها المادية والمعنوية .
- من المهم أن نعمل معا من أجل محاصرة جميع أشكال العنف ضد المرأة ، وبجميع أشكاله الجسدية والنفسية ، إذ كيف لنا ان ننتظر تقدما وازدهارا وجيلا قادرا على مواجهة التحديات في ظل حياة عنفية ضد المرأة .
- إن اخطر انواع العنف هو ذلك الذي يتم تغليفه بإطار ديني حيث يساء للمرأة باسم الله والدين ، وهو منهج داعش بامتياز فقد جعلت داعش قضية السبي ضمن اطار ديني مفترى أسهم بالإساءة الى منهج الإسلام الحنيف ، ولذلك فكل محاولة لشرعنة ايذاء المراة وبأي شكل ونوع هو إرهاب مقنع ينبغي الوقوف ضده بحزم .
-اسمحوا لي ان اتحدثَ بهذه المناسبةِ عن وجود قصورٍ لدى الدولة العراقيةِ ابتداءً من مجلسِ النواب مرورا بالحكومة وكلِ منظماتِ المجتمع المدني في العراقِ وحتى على مستوى الجهدِ الدولي المتمثل بالاممِ المتحدة، اذكرُ العنفَ الذي تعرضت له المرأةُ العراقية في مخيماتِ النزوح، في الايامِ القادمة ستكمل اخواتُنا وامهاتُنا في مخيمات النزوح السنةَ الخامسة وهم في العراء بدون ذنبٍ الا لانهم عراقيون غادروا اراضيهم نتيجة حربٍ ضد تنظيمٍ ارهابيٍ حاول ان يحرقَ الارضَ والنسلَ ولازالت النساء الكريمات لهذه اللحظة تعاني من عدمِ وجود حلولٍ واقعيةٍ تسمح بعودتهم الى ديارِهم ووصولِهم عزيزات كريمات و اطلب من منظماتِ المجتمع المدني ومن السيداتِ الحاضرات ان يكون لهم رأيٌ وصوتٌ عالٍ لضمان عودةِ السيداتِ النازحات الى ديارِهن و اؤكد على ضرورة ان يكونَ لنا موقفٌ في تعويضِ ومواساةِ السيداتِ من ذوي الشهداء الذين قدموا ارواحَهم دفاعا عن العراق فلا بد اَن ننظرَ الى هذه الشريحة بشكلٍ واضحٍ وتحقيقِ ابرزِ احتياجاتِها سواء كانت امَ شهيدٍ ام زوجةَ شهيدِ ام اختَ شهيد.
-لابدَّ من تفعيلِ دورِ المرأةِ في ادارةِ مؤسساتِ الدولة، السيداتُ في مجلسِ النواب العراقي اذا حسبنا عددَ الفاعلاتِ بالنسبةِ إلى عددِهم فستكون النسبةُ اعلى للنساءِ وانا اشهدُ لهن صعوبةَ وشراسةَ آرائهن خلال عملهن في مجلسِ النواب ونؤكد على ضرورة ان يكونَ لهن دورٌ في المؤسسات التنفيذية والهيئاتِ المستقلة وان يكونَ لهن رأيٌ وقرارٌ في شراكةِ الرجلِ في بناءِ الدولة
- أكرر شكري الجزيل لسماحة السيد عمار الحكيم ولتيار الحكمة ولجميع الحاضرين والباحثين الذين سيقدمون الأفكار والمداخلات الإثراية والتي نأمل أن تجد طريقها الى التطبيق من خلال المؤسسات الحكومية والمدنية وأن تتحول إلى ثقافة مجتمع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...