خط ذهبي أوروبي

مقالات
  • 28-07-2019, 09:49
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
علم الاتحاد الأوروبي هو شعار الوحدة والهوية الأوروبية والجمال الاوربي، دائرة من النجوم الذهبية لاعلاقة لها بعدد الدول الأعضاء ال ٢٨ ، ولافرق ان زاد او نقص .
اثنتا عشر نجمة تم اختيارها لكون هذا الرقم هو تقليديا وفي كثير من الثقافات يمثل رمز الإتقان والكمال والوحدة ، مثل اشهر السنة وارقام الساعة .. 
اوروبا المتحدة اقتصاديا وماليا يزيد عدد سكانها على ٥٠٠ مليون وعشرات اللغات الرسمية.. دول ذهبية لكن هذه الوحدة لم تمنحها القوة لتعادل الكفة في ميزان القوى .. سياستها واقتصادها وشركاتها مرتبطين بأمريكا، ولذلك تجد مواقفها ضبابية وتلعب في منطقة الوسط وتتقدم مع القوي وتذهب معه حيث يشاء.
اوروبا تدور في فلك علمها الذهبي الجميل وتراوح في الأزمات وتستحوذ على الكرة في الوسط وعينها على المهاجم الامريكي المتقدم في منطقة جزاء وأول من يقبله اذا سجل هدفا في مرمى الخصوم.
واوربوا الفتاة الشقراء التي تجذب المواطن العربي ويعبر من اجل عينيها البحار  واوربا الذهبية التي عاشت طويلا موحدة باليورو والسياسة والاقتصاد واصبحت مثل بيت واحد يتنقل فيها المواطن من اي دولة اوربية الى اخرى بالباص والقطار،  حيث لا حدود ولاموانع، مهددة اليوم بانفراط عقد وحدتها بإنسحاب بريطانيا والخشية من سلسلة انسحابات تفكك هذا الكيان على غرار تفكيك الاتحاد السوفيتي، وهكذا هي قلقة مترقبة بخوف وحذر من شيء ما يحدث  . 
في الازمة النووية مع ايران قلبها الرقيق مع بقاء الاتفاق النووي قائما لكنها لن تصمد طويلا بجانب ايران.. تراقب الموقف عن كثب وتعمل على التهدئة وخفض التصعيد وتقدم المبادرات والمغذيات وتخشى وقوع حرب في الخليج تقطع عنها امدادات النفط وتفتح عليها ابواب الهجرة مجدداً أي ابواب جهنم التي لاقبل لها بها .
رقتها في ملف حقوق الانسان يجعلها في موقفمائع في وجه الارهاب الى درجة ان داعش في اوروبا هي داعش التي تقتل سكان العالم في كل القارات وتعود الى حيث الأمان الاوروبي وحيث القانون الذي يحمي المجرمين، ولا يوجب القصاص على القاتل مهما اراق من دماء وازهق من ارواح .
وفي هذا الملف ايضا تبدو دول الاتحاد الاوربي كمن يرمي كرة النار علينا شرط ان لا نطفئها ويرمون علينا مقاتليهم وقاتلينا شرط ان نستضيفهم ونحسن مثواهم.
الداعشي القاتل الهارب من بلاد الرافدين الملطخة ايديه بدمائنا  قد يعود مرة اخرى مالم يحاكم ويحكم.. اوروبا لا ترغب بالتصدي لهذا الملف وتخشاه كثيرا، لكنها لا تمانع ان حاكمناهم في العراق غير ان على العراق ان يعاملهم بحنان ولطف كأطفال في مرحلة التمهيدي ويوفر لهم ارائك مريحة وسجون مكيفة وكهرباء ٢٤ ساعة وخط ذهبي مجاني مثل نجوم العلم الاوروبي الذهبية وطاقة مستمرة يتمناها الكثير من العراقيين الذين لم تتلطخ ايديهم الا بدهون المعامل وبعرق جبينهم وبتراب هذه الارض.. وقهوة ونسكافيه وكباب وكنتاكي.
 
عبدالهادي مهودر