محلي
كربلاء المقدسة- واع
تنشر وكالة الأنباء العراقية نص الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف بإمامة السيد احمد الصافي ممثل المرجعية الدينية العليا.
وفي ما يلي نص الخطبة:
اخوتي اخواتي اودّ ان استكمل ما ذكرناه سابقاً حول حديثنا المتعلق بفلذات اكبادنا الشباب..
قبل ذلك ابيّن ان الطبقة الشبابية دائماً تؤشر الى حيوية أي مجتمع، كلما كان المجتمع فيه طبقات شبابية كثيرة واعمار الاعتماد عليها يكون هذا المجتمع مجتمعاً حيوياً ومجتمعاً نشطاً بخلاف المجتمعات التي انحسرت فيها الطبقات الشبابية فإنها تميل الى ان المجتمع يكون من المجتمعات الكسولة او ما يعبّر عنهُ مجتمع العجائز ومقصودي العجائز بالأعمار.
وهذه الطبقات الشبابية يُفترض ان تكون هي محط نظر الجميع باعتبار هذه الطاقة الاجتماعية العامة تمر من خلال هذه الطبقة، طبعاً هذا لا يعني انهُ الاهتمام الاول والاخير وترك بقية الامور في الطبقات الاجتماعية.. ليس الحديث يتناول هذا الجانب بالعكس في بعض الحالات كما يقول امير المؤمنين (عليه السلام) : لرأي الشيخ احبُّ اليَّ من صولة الغلام..
قطعاً هناك طبقات تعتبر ذخيرة للمجتمع على انحاء اختصاصها لكن انا اريد ان اتحدث عن هذه الطبقة استكمالا ً لما ذكرناه سابقاً..
وانا اتحدث عن جنبتين : الجنبة الاولى : ما لَها ، والجنبة الثانية: ما عليها.
اما ما يتعلق بالجنبة الاولى وهو ما لَها، فواقعاً هذه الطبقة الشبابية تحتاج الى رعاية خاصة وتحتاج الى مزيد من الاهتمام، طبعاً من المسؤول عن الرعاية ومن المسؤول عن الاهتمام ؟ هذا أمرهُ يختلف لكن يمكن ان تكون المسؤولية مشتركة، يعني مثلا ً هناك مسؤولية تُلقى على عاتق الدولة وعلى مؤسسات الدولة في ان تهتم بهذه الشرائح وان توفّر لها جميع الاجواء المناسبة لأن هذه الطبقة هي الطبقة الفاعلة والتي يعوّل عليها في بناء البلاد في قادم الايام، بل في الوقت الحاضر ايضاً بعض الفرص لابد ان تُعطى بمساحات معينة تُعطى الى الطاقات الشابة حتى تستكمل فرصتها وتبدأ بعمل الجيد بالنسبة للمجتمع.
تارة منظمات عامة هي التي تهتم وتارة الاسرة بما هي اسرة تهتم بشبابها اهتماماً خاصاً وتوفّر لهم الاجواء المناسبة والارشاد الى سلامة التخطيط مستقبلا ً.
وتارة المجتمع نحن كمجتمع عندما نلتقي في وضعنا الاجتماعي سواء كان في الاسواق او في الشارع او الساحات او مكانات الاجتماع ايضاً لابد ان نرعى هذه الطبقة بشكل قد نهتم بها وسأبين في النقطة الثانية ما عليها.
ولعلّه جزء اهم من الرعاية هو عدم ترك الشباب ان يسبحوا في تيارات متناقضة..
لاحظوا اخواني الانسان كما قلنا فيما سبق.. من الضروري جداً ان يعتمد على نفسه لكن ليس من الصحيح ان يعتمد على نفسهِ في كل شيء.. هناك مسألتان مهتمان:
الانسان في مقام ان يتربى على الشجاعة وعلى القوة وعلى البسالة وعلى استثمار عقله.. نعم، لابد ان يعتمد على نفسه لكن ان يعتمد على نفسه في كل شيء بلا مشورة هذا أمر غير صحيح..
لاحظوا الآن عندنا من باب التشبيه.. عندنا الان شجرتان شجرة مثمرة وشجرة غير مثمرة..، الشجرة غير المثمرة من تبدأ صغيرة الى ان تكبر ولو تعمّر (100) سنة تبقى شجرة غير مثمرة..، نعم، قد نستفيد منها من الاستظلال لكن كثمرة نرجو منها ثمر هذا لا يمكن..
وتارة شجرة مثمرة الشجرة المثمرة تحتاج في البداية الاهتمام والرعاية الى ان تصل الى مرحلة يمكن ان نأخذ منها الثمار، نعم، تختلف هي عن الاولى، هذه الشجرة فيها ريع مستقبلي فيها اثر مستقبلي.. لكن لابد ان تُرعى رعاية خاصة لا يمكن ان تترك لوحدها بلا رعاية على انها شجرة مثمرة.. قد تموت قد تكون بشكل عرجاء عوجاء لا تكون الشجرة المؤملّة..
ولذلك اخواني الشباب شبابنا اليوم في الوقت الذي لابد ان نهتم بهم لابد ان نوجههم ولابد ان نجعلهم بعد عشرين سنة لا يندمون على بعض التصرفات التي تصرفوها الان بمقتضى شبابيتهم، واعتقد هذه مسؤولية مهمة مقتضى المسؤولية ان يوجّه الشباب الوجهة الصحيحة..، هذا ما يتعلق بمسؤولية الآخرين تجاه الشباب..
الآن ما يتعلق بنفس الشباب..
اولا ً بالنسبة الى شبابنا وابنائنا اُحب ان ابدأ معهم بهذه المقدمة..
اولا ً : نحن عندما نتكلم بلِحاظ الوضع الخاص الوضع النفسي الوضع التربوي لا نُريد إلاّ الخير لأبنائنا فعليهم ان يلتفتوا الى أنّ الذي يتحدث معكم ايضاً كان شاباً انتم لم تكونوا كِباراً، يعني الاب عندما يتحدث معكم والاستاذ عندما يتحدث معكم هو يعرف مراحل الشباب لأنهُ كان شاباً.. فاللغة التي يبيّنها والنصيحة التي يبينّها خُذوها بعنوان التأمّل لا تهملوها ابتداءً وانما توقفوا عندها وخذوا منها ما قد ينسجم معكم والبقية لا تطرحوه دائماً وانما تأملوا قد يكون فيه الصواب لكم..
ولذلك عندما تسمعون نصيحة وانا قُلت في السابق عندما تسمعون نصيحة لا تهملوا هذه النصائح باعتبار ان الفتوّة والشباب يُبرر لكم ان تتركوا هذا وهذا أمر اعتقد خِلاف الحكمة..
ولِذا هُناك فرقٌ بين الهِمّة والعمل وبين التمرّد والتجاوز..
أنتم شباب وفيكم هذه الروح الوثّابة للعمل لكن هناك فرق بين روح الهمّة والمثابرة وبين روح التمرّد والرفض والتجاوز.. الأولى غير الثانية.. ، الاولى فيها مستقبل والثانية فيها ضياع..
الانسان لا يعوّد نفسهُ على ان يرفض كل شيء، بمجرد انا شاب هذا يختلف معي ومع مزاجي عليَّ ان ارفضهُ وبقوّة.. هذا أمر غير صحيح، نعم، عندك همّة ابدأ باستثمار الهمّة واستثمار الطاقة في سبيل ان تتطور..
انا اعلم الآن كثير من الشباب يعانون من مشاكل الضغط الحياتي ومشاكل الضغط في فرص العمل ومشاكل ضغوطات الحياة ومشاكل في بعض الحالات ضياع الهدف...، وجهة النظر الآن غير محددة عند بعض الشباب..، وطبعاً انا دائماً عندما اذكر اتحدث عن عينّة ولا اعمم الخطاب لكن هذه العينّة التي تعاني لاشك تهمنا فالبعض لم يحدد الهدف..
هناك حالة من الوقت.. الوقت الآن يمضي والوقت كالسيف ان تقطعه ُ قطعك..
واقعاً بعض الحِكم الشباب انما يستثمرها لكن لابد ان يفهم ان النجاح لم يكن حليف الكُسالى والنجاح لم يكن حليف من يفرّط في وقته..
إياك ان تكسل واياك ان تعترض بلا مبرر وإياك ان تتمرد..، هناك اشياء في مجتمعنا واقعاً وانا اعلم بعض الشباب الآن إنما يعمل بحُسن نيّة.. لا يحق لك ان تتمرد على أبيك وعلى امّك هذه التي حملتك وانجبتك بمجرد انك تعلمت او ضغوطات الحياة تجعل مبرر ان تتمرد على اسرتك وعلى اخوتك.. هذا ليس صحيحاً..
اليوم الشباب مملوئين من الطاقة ومن الحماس..، نعم، النقطة الاولى مسؤولية من؟ لابد ان يهتم بهم حتى يفرّغوا هذه الطاقة بما ينفع، لكن انا اتحدث كشبابنا وابنائنا عليكم ان تشعروا بالأمل الممدوح..
بقاء الحال من المحال، الأمور تتغير، لا تَشعر حالة الاحباط عندك لأنك فشلت او لم تنجح في قضية معينة كما قلنا سابقاً، لابد ان تشعر دائماً بالقوّة، لاحظوا قصّة اهل الكهف غير معلوم اعمارهم كم والقرآن الكبير في تعبير اعمارهم يقول (انهم فتية آمنوا)، عبّر عنهُ فتية لأن هذه الفتوّة بها نوع من القوة ليس القوة العضلية وانما القوّة الذهنية..
عليكم ان تميّزوا بين الأشياء وعليكم ان تتثبتوا من الاشياء وثقوا ان الامور قطعاً ستكون الى خير لكن الانسان عليهِ ان يُرتب وضعه بشكل الذي لا يجعل هناك سوداوية دائماً..
لابد من وجود أمل نحن في بلد لهُ ما لهُ وعليهِ ما عليهِ وانتم تعلمون انا لا اُحب ان ادخل في قصّة او مشاكل قد تبدأ ولا تنتهي لكن بالنتيجة هذا قدرنا والبلد الآن يحتاج كل فكرة وكل شاب وكل طاقة من طاقاتكم..، وجّهوا انفسكم بما يخدم بلدكم وبما يخدم اُسركم وبما يخدم انفسكم..، إنما اعمالكم تُردّ اليكم..
على كل حال انا اشعر بالواجب والمسؤولية كأب وكأخ وكموقع ان هؤلاء شبابنا يحتاجون الى رعاية والمسؤولون الرجاء الرجاء لابد ان تهتموا بهذه الشريحة المهمة وشبابية المجتمع بكل انواع الاهتمام وشبابنا ارجو ان تكون هذه قلوبكم الطريّة حافظوا عليها من ان يُلعَبَ بِها من ان يحاول البعض من ان يستثمرها استثماراً لهُ من خِلالكم، أنتم اجلّ قدراً من أن تُستَغلّوا، حاولوا ان تكونوا كما كان اخوتكم بالأمس عندما رابطوا ودافعوا عن البلد بكل ما تعني الكلمة وحفظوا البلاد والعباد وهذا تاريخ ناصع للبلد على الجميع ان لا ينساه وهو ان هؤلاء الذين وقفوا دفاعاً عن البلد من اجل ان يحيا البلد والبلد الذي فيه امثال الشباب الواعي هو بلد يبقى حياً ما جدّ الجديدان..
نسأل الله سبحانه وتعالى الستر والعفاف وان الله تعالى يحمي الجميع ويرينا في بلدنا كل خير وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..