تحقيقات وتقارير
بغداد – واع- حسين محمد الفيحان
يعد البريد الالكتروني و الهاتف النقال وغيره من الوسائل الحديثة طفرة علمية في مجال الاتصالات والتي ازاحت ساعي البريد عن عرشه والذي سبق له أن أحال طائر الزاجل الى ماضي مندثر بعد ان كان ناقلا مهما للرسائل بين الامم .
فمن المهن والهوايات الجميلة التي يحترفها الكثير من البغداديين و العراقيين تربية الحمام الزاجل اذ يعد من الطيور الذكية حيث تتمتع بقوة ذاكرتها ولذا فأنها صارت تجتذب الهواة الذين انتظموا في جمعيات واتحادات تعنى بتنظيم مسابقات لهذه الطيور على مستوى العراق تمنح لمربيها الجوائز.
صلاح محمد مسؤول النادي البلجيكي في بغداد للحمام الزاجل احد فروع الجمعية العراقية لتربية الحمام الزاجل في العراق يقول لـ (واع) ،إن " مسؤولية النادي هي ترقيم الحمام وتثبيته و تهيئته للمسابقات"، مبينا ، أن" عدد المتسابقين والهواة في النادي يصل الى (90) متسابقا يشاركون عادة في السباقات المحلية داخل المحافظة او تلك التي تجري على مستوى العراق بأعداد كبيرة من الحمام الزاجل تصل الى (5) الاف طائر".
واضاف، ان" السباقات السنوية تكون على مراحل قصيرة ومتوسطة وطويلة ، تبدأ من بعد (80) كم ثم بعدها (120) كم ، ثم (200) كم و (250) كم الى ان نصل الى ابعد نقطة في زاخو او الفاو" ، لافتا الى "وجود العديد من الاندية في العاصمة بغداد اشهرها البلجيكي والساعات والالماني والصيني والفاركون وغيرها" .
المربي (فلاح سليم) احد اعضاء جمعية الحمام الزاجل يقول ، إن "هذا النوع من الطيور مصدره الوحيد هو (بلجيكا) و ان هناك صعوبة كبيرة في ادخاله الى البلاد لذا يضطر المربون الى ادخالها عن طريق التهريب ،على عكس الكثير من الدول و منها دول الخليج التي يدخل لها بكل سهولة "، موضحا ، ان "اهم سلالاته التي اثبتت اصالتها و جدارتها خلال السنوات الماضية بالانسجام مع مسافات العراق هي (الجانسون و الفالون والبيتر- مروي، والشارلكنز ،والهيرمن".
سباقات الزاجل
من مدينة الفاو في محافظة البصرة ،او زاخو في شمال العراق تطلق سنويا مجموعة من مربي الحمام الزاجل طيورها نحو العاصمة بغداد ، في مسابقة مركزية يستخدم فيها نظام الكتروني متطور لمعرفة سرعة الطير و وقت وصوله.
وعن ذلك يتحدث لـ(واع) ،عمار عادل احد منظمي السباق السنوي ، ،إن " السباق المركزي السنوي يشارك فيه متسابقون من اغلب محافظات البلاد بـ (12) الف طير يمثلون (24) نادي و (550) متسابق جميعهم يستخدمون نظام (البرايكون) للتسجيل والذي هو نظام الكتروني متطور ، معتمد من قبل الاتحاد الاوربي و منتج في بلجيكا وفيه شب صغير حجمه (1) غم يربط برجل الحمامة وعند وصوله للبيت سوف يعطي بالجهاز معلومات السرعة والمسافة ونوع الطير ذكر اوانثى اضافة الى نقطة الانطلاق و نقطة الوصول" ، مشيرا الى ان " تنظيم المسابقة يأتي للتعريف بسلالات الزاجل المتنوعة في العراق اضافة الى كونها فعاليات وهوايات ترفيهية" .
مزاد الزاجل
قد يتفاجىء كل من يسمع بان سعر حمامة واحدة من طائر (الزاجل) تصل الى (40) الف دولار امريكي ،اي ما يعادل (50) مليون دينار عراقي ، و ما يزيد الامر عجبا اقبال الهاوين من مربي الحمام الزاجل على شرائها بهذه الاسعار في مزاد اقامته شركة عالمية في بغداد ولأول مرة في الشرق الاوسط ، وعلى ما يبدوا ان انحدار هذه الحمامات من سلالات قديمة و عالمية معروفة اعطاها هذه القيمة المالية.
علي جلال الذهب ،احد اشهر مربي الحمام الزجل في بغداد وعضو شركة (البيبا ) العالمية لمزادات الحمام الزجل ،يقول لـ(واع) "لأول مرة في العراق والشرق الاوسط اجرينا في بغداد مزادا عالميا من خلال شركة (البيبا) استضفنا فيه اشهر مربي الحمام الزاجل في العالم من هولندا و بلجيكا ،و كنا نطمح من خلاله بان تكون الاسعار مناسبة للهواة العراقيين ،لان في المزادات العالمية يدخل هواة من مختلف الدول من الصين و تايلند الذين يعدون الاكثر في شراء الحمام الزجل من بين دول العالم ،والمزاد فرصة للهاوي العراقي باقتناء حمام عالمي بأسعار مناسبة" ، مبينا انه "وخلال السنة الاخيرة مجموعة الضرائب التي اخذت من شركة (البي با) هي (20) مليون يورو،عن بيعها لأكثر من (7) الاف طير من طيور الحمام الزجل في مختلف دول العالم" .
واضاف ،ان " العراق حاليا يتبوأ مكانة و منطقة مميزة بين دول العالم في تربية الحمام الزاجل" .
يؤكد المختصون في تربية الحمام الزجل ان المزاد الذي اقيم لاول مرة في العراق والشرق الاوسط ، سيقام سنويا بعد ان اثبت العراق مقدرته امنيا و اقتصاديا على احتضان الفعاليات العالمية فيما يعكس مدى تعلق الهواة العراقيين في تربية هذه الانواع .
ويذكر معنيون في تربية الطيور ، ان العراق يأتي بعد بلجيكا من حيث تنوع سلالات الحمام الزاجل وهواة تربيته ، لا سيما مع سعي المربين لإنتاج سلالات جديدة بواسطة التهجين .