تحقيقات وتقارير
بروكسل –واع- كاظم الحناوي
الآلاف من العراقيين كتب عليهم قسرا كان أم طواعية تمضية هذا الشهر الفضيل خارج أرض الوطن و بعيدا عن لمة الأهل و دفء الأحباب ،فعندما يحل الشهر الفضيل يشدهم الحنين للوطن و العائلة وخبز التنور والاستمتاع بالتراث الشعبي الرمضاني في الأمسيات الجميلة.
هذا العام تزامن رمضان و بداية شهر ايار، منهم من لم يتحمل البعد عن كل ما يميز هذا الشهر الفضيل بقلب الوطن الأم فجمع الحقائب على عجل و شد الرحال لأرض الوطن ومنهم من لم تسعفه الظروف والأقدار في تحقيق الغاية التي تمنيها النفس.
ويحتل رغيف الخبز العراقي مساحة خاصة بالتراث الشعبي الرمضاني من أجواء الشهر مع الوجبة الرئيسة لأغلبية الناس،خبز التنور الذي تختص بصناعته بعض المطاعم كما يقوم بعض الافراد بالخبز بالتنور المنزلي وتوزيعه على محلات البقالة.
ويؤكد البعض أن للمكان والأدوات المستخدمة في صناعة التنور تأثيرا وذوقا مختلفا على الافطار فالبعض يخبز على الصاج وآخرون يستخدمون التنور،لكن اليوم اتسعت دائرة توزيع الخبز العراقي وأصبح مهنة يمتهنها البعض في اوربا وأصبح هناك أشخاص يمارسونها فالمحلات العربية تعرض الخبز العراقي مع ما يعرض من انواع الخبز للدول العربية مع الاصناف الاوربية المعروضة واصناف أخرى.
التنور تراث
لا يكاد يخلو مطعم عراقي في أوربا من وجود تنور لصناعة الخبز العراقي، يأخذ مكانه في احد زوايا المطعم وبالقرب منه كميات من الخبز جاهزة للزبائن، فالتنور يحتل مكانته الخاصة ولا يمكن الاستغناء عنه واستبدال خبزته اللذيذة بخبزة الافران الاوربية.
والخباز العراقي يتقن اقراص الخبز ويعرض مهارته من خلال حجم قرص الخبز وبطريقة شهية للزبائن في المطعم..
السيدة أم كرار متزوجة ومقيمة في بلجيكا تقول "انا محترفة في صناعة الخبز بعد ما تعلمت واتقنت صناعته على يد والدتي منذ سنوات" واضافت ، أن "الخبز بواسطة التنور يحتاج لخبرة في كيفية التعامل ولتهيئة التنور وفق درجة حرارة معتدلة ، والخبز يختلف طعمه وشكله اعتمادا على نوعية الدقيق وطريقة التجهيز، فانا اهتم بطريقة العجن وتجانسه مع كمية الماء والملح والخمرة"..
وتكمل ام كرار قائلة " لكن المعاناة هي في نوع الطحين في اوربا ،لآن الطحين الجيد للخبز لونه يميل الى السمرة اكثر منه الى البياض، وانا اعاني من الطحين الاوربي في تثبيته داخل التنور، لان اغلب انواع الطحين ، من (الطحين السيال) وهذا النوع صعب في تثبيته على جدار التنور وغير قابل لفرش العجينة بشكل كاف، لكن هناك انواعاً جيدة من الطحين نعرفها في العراق تجعلك تتحكم في حجم وكثافة قرص الخبز|.
إقبال كبير
الى ذلك يقبل عدد من المواطنين العراقيين في بلجيكا خلال شهر رمضان على شراء خبز التنور من المطاعم الشعبية ومن الأسواق، حيث يحرص كثير منهم على تناوله مع وجبة الإفطار، وتقوم بعض الأسر بإعداده داخل منازلهم.
واشار ثائر اللامي عراقي مالك لاسواق الفيروز في انتويربن الى ان "الأسواق الشعبية تمتلئ في أوربا بأنواع من الخبز خلال شهر رمضان ومنها خبز التنور العراقي الذي يعد داخل التنور، وتقدم المطاعم الشعبية خبز التنور مع الاسواق الخاصة ببيع المواد الغذائية التي بدأت تشتهر به العديد من الاسواق العراقية في اوربا".
وقال الشيف احمد عدنان (يعمل بمطعم عراقي) "هناك إقبال كبير على خبز التنور حيث يعد في المطاعم العراقية، ويتم إعداده في أفران خاصة".
من جهته أشار عادل حسن فتح الله أحد المتسوقين إلى أن "خبز التنور وجبة جيدة لانه يشكل العنصر الاول في التراث الشعبي الرمضاني على مائدة الافطار العراقية" .