بات الطريق الى بغداد سالكا من مختلف الاتجاهات بعدما ظل لسنوات طويلة محفوفا بالمخاطر، فبغداد التي نفضت عن كاهلها أعباء الظروف الصعبة خلال السنوات الماضية باتت اكثر إصرارا وثقة بنفسها باستعادة الدور المحوري بعد انزواء ، وهي تستضيف اليوم السبت قمة برلمانات دول جوار العراق.
لم تكن قمة بغداد لبرلمانات دول الجوار الاولى من نوعها التي يستضيفها البرلمان العراقي، اذ سبقتها في عام 2016 قمة المجالس النيابية لدول منظمة التعاون الاسلامي كما شهد عام 2007 قمة البرلمانات العربية في اربيل ، لكن الجديد هذه المرة يتمثل بالبرلمان العراقي نفسه الذي ارتدى حلة جديدة بعدما رفع عن محيطه كتلا اسمنتية كئيبة موحشة اثقلت كاهله وعزلته لسنوات طويلة عن بيئته الشعبية ضمن منطقة محصنة، فأصبح يتنفس ويتلمس عن قرب ما يشعر به المواطن العراقي ومن المؤكد ان رؤساء البرلمانات الضيوف سيشعرون بالفرق عن السنوات الماضية.
ويمنح انعقاد القمة في بغداد رسالة بحروف كبيرة موجهة الى جميع دول العالم تحمل في ثناياها صورة ناصعة لتعافي العراق وتطور مسيرته الديمقراطية وحياته البرلمانية وامكانياته السياسية ، فاجتماع رؤساء البرلمانات في ايران والسعودية وتركيا وسوريا والاردن والكويت على طاولة واحدة رغم حدة الخلافات والمشاكل يعد انجازا وتحولا مهما وانتقالة نوعية في مسيرة الدبلوماسية النيابية العراقية بما يسهم بتعزيز الاستقرار وتوفير فرص التنمية والازدهار لشعوب الدول المشاركة.
وتمثل الدول المشاركة كتلة بشرية ضخمة ووزنا اقتصاديا كبيرا وتأثيرا سياسيا فاعلا على مختلف المستويات إقليميا وعربيا ودوليا واستثمار تلك الكتلة في تحقيق الاستقرار في العراق وتعزيز فرص التنمية والازدهار فيه بعد الانتصار على تنظيم داعش الارهابي يمثل أولوية تدعم وتساند توجهات الحكومة في تحقيق الرخاء والتطور لصالح الشعب العراقي من جهة ومصالح شعوب الدول المشاركة من جهة اخرى.
إن دول العالم باتت تتكتل في تجمعات سياسية أو اقتصادية حتى تسهم بتوفير فرص الاستثمار أو الاندماج أو التعاون الاقتصادي وتعزيز التنوع الثقافي والمشتركات في مختلف المجالات، ومن هنا فإن قمة بغداد يمكن أن تكون لبنة أولى لتأسيس تكتل إقليمي جديد يجمع برلمانات دول جوار العراق ( 6+ 1) يعقد اجتماعات رؤسائه أو ممثليهم سنويا أو نصف سنويا وتكون له أمانة عامة ودولة مقر لتنسيق المواقف أو لتأطير الافكار في قوانين تخدم شعوب هذه الدول بالإضافة الى معالجة الاختلافات السياسية عبر الحوار .
وتجسد قمة بغداد لدول جوار العراق نجاح الرؤية العراقية سواء النيابية أو الحكومية بعدم الانحياز أو الدخول بسياسة المحاور في المنطقة والنأي عن كل ما من شأنه زيادة الانقسامات بين دول الجوار كما تعطي فرصة لتهدئة الملفات الملتهبة في المنطقة والعمل على ترطيب الأجواء وفتح صفحة جديدة من العلاقات على مختلف المستويات خصوصا البرلمانية، كمدخل لتحسين العلاقات بين بعض الدول في المنطقة لما فيه استقرار وازدهار وتنمية شعوب الدول المشاركة.. فكل الطرق تؤدي الى بغداد وإن طال البعاد .. وكما قال الشاعر الراحل مصطفى جمال الدين "بغداد ما اشتبكت عليكِ الأعصرُ إلا ذوت ووريق عمرك أخضرُ".
علي السامرائي
بايرن ميونخ يخطط لخطف هدف برشلونة
استقالة مجلس إدارة الاتحاد السوري لكرة القدم
طقس العراق.. أمطار وضباب بدءاً من الغد
الأنواء الجوية تعلن كمية الأمطار المسجلة خلال 12 ساعة
الصحة تؤكد قرب تعيين 7 آلاف مشمول بقانون التدرج الطبي