تحقيقات وتقارير
يحتفل العراقيون في الاحد الاول من شهر شعبان بعيد زكريا ، اعتقادا منهم بان نبي الله زكريا دعا في هذا اليوم ربه بان يرزقة ذرية صالحة ،وهو احتفال متوارث في المجتمع العراقي ويعود الى بداية انتشار الديانة المسيحية في العراق.
يقول السيد اسماعيل العزي 58 عاما من منطقة الفضل وسط بغداد ،ان "عيد زكريا ،هو من الاعياد التي توحد جميع العراقيين ،فالمسيحيين يحتفلون به باعتبار ان زكريا (ع) هو زوج خالة مريم بنت عمران (ع) ووالد يحيى (ع) الذي عمد سيدنا عيسى بن مريم (ع)، فيما يعد اليهود ،نبي الله زكريا (ع) نبيهم وهم يحتفلون بهذه المناسبة ايضا وفق طقوس من الافراح والصوم عن الكلام ،وكذلك يحتفل الصابئة المندائيين في هذا اليوم لان يحيى (ع) نبيبهم ويطلقون عليه يوحنا وهو اخر انبيائهم".
واضاف ،أن "الاحتفال في منطقته بالفضل كان يتم بتوزيع الطعام والحلويات بين الفقراء والجيران وكان المسيحيين واليهود الساكنين في محلتنا يتبركون بما نرسله لهم من حلويات ويبادلونا بارسال الفواكة والدقيق ".
الحاجة ام نوري 79 عاما تقول ،إن "صينية زكريا تنتظرها الزوجة التي يتاخر عندها الانجاب فتاكل منها وتصوم ثلاثة ايام وتدعي الله بان يرزفها ذرية صالحة ،فانها ان تم لها ما طلبته فانها تستمر باحياء ليلة زكريا وان لم تتحق فانها تستمر ايضا لايمانها بمعجزات الله سبحانه وتعالى كما استجاب الى نبيه زكريا (ع)".
وعن ما تحتويه صينية زكريا ، تقول ،أن " الصينية تحتوي على الياس الاخضر والشموع والاباريق والجرار الملونة والحلويات المصنوعة من السمسم والسكر والهيل والمصقول والشوكلاتة والشرابت خصوصا شربت النومي بصرة، والزردة"، مشيرة الى انه" يتم توزيع هذه الحلويات بين الجيران والاصدقاء وخصوصا من الفقراء منهم".
وفي هذا اليوم يحتفل اغلب العراقيين بمناسبة زكريا وهم قد حضروا الحلويات والشموع تمهيدا للاحتفال بعد المغرب وسط عزف الدفوف واطفاء الشموع وتوزيع الحلويات ويغنون (يازكريا ..عودي علي ..كل سنة وكل عام ..انصب صينية...).