تحقيقات وتقارير
بغداد- واع- حسين محمد الفيحان
طورت التقنية الرقمية اغلب مجالات الحياة , الا ان تأثيرها على الاطفال و المراهقين قد يكون سلبيا بشكل كبير ، فعلى الرغم من ان استخدام الاطفال للتقنيات الرقمية يعتبر مهما بسبب ما تُقدمه لهم من فرص جيدة للتعلم تحديدا بالنسبة للأطفال في البلدان النامية , الا انها تحولت الى سلاح ذو حدين .
استاذ الاعلام الرقمي في جامعة بغداد الدكتور سعد كاظم يتحدث لوكالة الانباء العراقية (واع) عن ذلك قائلاَ : إن "الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعي غيرت المشهد الاجتماعي في بلدان العالم كله تقريبا" , مبينا "عدم وجود انترنت (امن) تماما بالنسبة للأطفال و المراهقين".
واضاف ،أن "المخاطر التي يواجها الاطفال على الانترنت تنقسم الى ثلاثة اجزاء : اولها , مخاطر المحتوى حيث يتعرض الطفل لمحتوى غير مرحب به كالصور الجنسية و المواد العُنفية و العنصرية و خطاب الكراهية اضافة الى السلوكيات الخطيرة مثل ايذاء النفس و الانتحار او التنمر ،و ثانيها , مخاطر الاتصال و تشمل جميع الحالات التي يتواصل بها الاطفال مع اخرين في اتصالات محفوفة بالمخاطر كالتواصل مع اشخاص يحاولون اغوائهم لاستغلالهم جنسيا او محاولات لدفع الاطفال الى التطرف او الاجرام ، و ثالثها , مخاطر السلوك حيث يتضمن قيام الاطفال بكتابة او انشاء مواد تحض على كراهية اطفال اخرين او على العنصرية او نشر مواد جنسية" .
وتسمح مواقع التواصل الاجتماعي وفق انظمتها لكل من بلغ (13) عاما بإنشاء حساب خاص به , و الواقع يشير الى ان ثلاثة ارباع الاطفال بين (10_12) عاما , لديهم حسابات , وفق بحث علمي في دراسة (الماجستير) , نوقش قبل فترة وجيزة في كلية الاعلام بجامعة بغداد حمل عنوان (تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الاطفال ) , و الذي بحث خصيصا في تأثير هذه المواقع على الاطفال من سن الـ (8 و حتى 12) عاما , ويبين(البحث) ان عدداً كبير منهم (الاطفال و المراهقين) كانوا معتمدين على عدد الاعجاب و التعليقات للحصول على قبول اجتماعي , وهذه الحالة قد تؤثر بشكل سيء على مشاعرهم عند بلوغهم المدرسة الثانوية , حيث يتعلق الامر بالبحث عن هوية ذاتية .
احد اعضاء لجنة مناقشة البحث الدكتور حمدان السالم , قال لوكالة الانباء العراقية (واع) : "اتفق مع هذه الدراسة , فيجب اعداد الخطط و الحلول حول كيفية تهيئة الاطفال لمقاومة العاطفة , ليس فقط حول التحديات التي يوجهونها بدخولهم على الانترنت , لكن ايضا التحديات التي تواجههم خارج الانترنت بسبب تأثيره عليهم" .
و تطرح دراسة (البحث) امثلة لإجابات الاطفال حول عدد التعليقات , فتقول : أن "احد الاطفال يبلغ من العمر (11) عاما , انه ان حصل على (150) اعجابا , فهذا يعني ان الناس يحبونه" , ويقول البحث ايضا : ان "مثل هؤلاء الاطفال يشعرون بصعوبة الابتعاد عن هذه الوسائل لانهم سيعتبرون الامر مضرا بمقبوليتهم الاجتماعية , وحان الوقت لتدخل المؤسسات التعليمية " .
استاذة الحرب النفسية في جامعة بغداد الدكتورة نزهت الدليمي تقول لـ(واع) : "ارغب بأن تكون للمدارس حصص الزامية لمعرفة العالم الرقمي خلال مرحلتي (الاول و الثاني) متوسط حيث ينتقل الاطفال من المرحلة الابتدائية الى الثانوية" ,مبينة ،أن "مخاطر اجتماعية ونفسية تحيط بالاطفال و يجب اعداد الاباء و الامهات و ربما اخصائيين اجتماعيين او نفسيين في المدارس ليتولوا تقديم الدعم و النصائح و العلاج لهؤلاء الاطفال عندما يتعرضون لهذه المخاطر" .
الاشارة الى مخاطر هذه الوسائل يقول البحث انها لا تلغي الفوائد الكبيرة التي توفرها منصات التواصل الاجتماعي .
فالضغط على رز الاعجاب او كتابة تعليق لهذه الادوات تأثيرات قد لا يستطيع الاطفال التعامل معها , ومن هنا قد تشكل هذه الدراسة نقطة انطلاق للحكومة و الجهات المعنية لتفعيل دور المؤسسات التعليمية , خاصة بعدما اصبح الاعلام الاجتماعي جزءا كبيرا في حياة الكثيرين .