تحقيقات وتقارير
بغداد- واع- حسين محمد الفيحان
تشهد اسواق البالة (اللنكة) في بغداد - كل جمعة - حركة نشطة لزبائنها من مختلف الفئات والشباب خصوصا لتنوع ماركات الملابس (المستخدمة) فيها ، من ماركات عالمية متنوعة ، هذا التنوع دفع العديد منهم للبحث عن قطع جديدة وسط كميات متراكمة من الملابس على العربات و (البسطيات) في اسواق الباب الشرقي و الكاظمية ، بأسعار مناسبة تجذب المارين بقربها و القاصدين اليها من مناطق اخرى .
احمد فؤاد , 31 عاما , طالب بكلية الهندسة في الجامعة التكنلوجيا , يقول لـ(واع) : إن "اقبال الناس المتزايد على شراء هذه الملابس يأتي بسبب رخص اسعارها و فارقها الكبير مقارنة مع الملابس الجديدة في الكرادة و المنصور و غيرها التي تباع بالدولار ، فيما تباع افضل قطعة من الملابس هنا بسعر لا يتجاوز الـ(5) الاف دينار ،ما يتناسب مع أصحاب الدخل المتوسط و الضعيف.
و تصنف الكثير من القطع في ملابس (البالات) بانها اشبه بالجديدة و ذات مواصفات عالمية لا تختلف عن تلك المعروضة في المحال و المولات التجارية .
فسوق (الباب الشرقي) لملابس البالة دائما ما يشهد حركة للمتبضعين لشراء اكثر عدد من القطع الجديدة المعروضة في السوق ،والتي يوجد في بعضها احيانا قطع ذهبية او نقود و عملات من مختلف دول العالم .
صاحب محال ملابس البالة في سوق الباب الشرقي - ابو سيف- يتحدث لـ(واع) عن ذلك قائلا : إن "تواجد هذا السوق في الباب الشرقي يعود الى ستينات القرن الماضي الا انه ازدهر حلال سنوات الحصار الاقتصادي على العراق في التسعينيات واستمر حتى الان ،اذ يبدأ العمل فيه يوميا من الساعة التاسعة صباحا و حتى الثالثة عصرا "،مبينا أن "السوق طوال فترة عمله فهو يشهد حركة الزبائن و الذين يأتي بعضهم من المحافظات لاقتناء الماركات العالمية و المفضلة".
واكد ،أن "ملابس البالة المستوردة عند ادخالها للعراق تخضع لمواصفات السيطرة النوعية والرقابة الصحية من قبل وزارة الصحة للتاكد من خلوها من اي عوامل قد تسبب الامراض"،موضحا أن "ملابس البالة تشمل كافة الاعمار بجميع الملابس و وتشمل الاحذية والمفروشات والستائر" .
و تعد اسواق البالات في منطقة الباب الشرقي و الكاظمية وسط العاصمة بغداد من اكبر اسواق الملابس المستوردة في البلاد .
من جانبه اوضح - ابو محمود - 55 عاما ،متبضع التقيناه في سوق بالات الكاظمية ،أن "الفقير ياتي الى هذا السوق ليملأ (علاكته) من بلوزات وبنطلونات و قمصان وغيرها ،بمجموع سعر لا يتجاوز سعر مفردة واحدة من تلك المعروضات في المحال والمولات التجارية ،كجديدة".
ويستخدم اصحاب محال البالات اصواتهم مع مكبرات الصوت احيانا لجذب الزبائن ما يتسبب بضجيج لا مثيل له ،بسبب كون ان ملابس البالة يجب ان تباع عند عرضها بوقت قصير والا فانها تتسبب بخسائر للتجار مع وجود منافسات للبضائع الجديدة سواء الصينية او التركية التي تتميز برخص ثمنها .
السيد -جاسم ابو اللنكة- صاحب بسطية في الباب الشرقي يبين ،أن "هذه الملابس ذات مناشيء عالمية اوربية و امريكية و استرالية ،يستوردها التجار ونعرضها في ايام العطل وخصوصا الجمعة من كل اسبوع فان السوق يشهد اكتظاظا و زخما كبيرا بالزبائن من بغداد و المحافظات".
واضاف ،
ان "روادنا ليس من اصحاب الدخل المتوسط و المحدود فقط ،اذ يردتاد السوق الفنانين ومراسلي القنوات التلفزيونية والاغنياء لاقتناء ماركات عالمية غير موجودة في الاسواق التجارية ابدا" .
ويشهد كل يوم الجمعة عرض الجديد من ملابس البالات ما يجعله اكثر ازدحاما بالمتبضعين ، الذين غالبيتهم من اصحاب الدخل المحدود و الفقراء ،فخلال السنوات الاخيرة و بحسب احصائيات رسمية وصلت معدلات الفقر في العراق الى الثلاثين في المئة .