تحقيقات وتقارير
بغداد- واع - حسين محمد الفيحان
تميزت مستشفى الواسطي التعليمي للجراحة التقويمية التابعة لدائرة صحة الرصافة , بتفردها بإجراء العمليات الجراحية النادرة والمعقدة ,والتي تشمل ربط الاطراف المبتورة اضافة الى حالات التشوهات الخلقية وجرحى العمليات الارهابية والعسكرية نتيجة الحرب التي شهدتها البلاد ضد عصابات داعش الارهابية اضافة الى الذين يتعرضون للإصابات الخطرة.
وتستقبل المستشفى التي تقع في بغداد جميع الحالات من المحافظات والتي سميت تيمنا بالخطاط والرسام العربي يحيى بن محمود الواسطي اختط نسخه عام 1237 م ، من مقامات الحريري وزينها بمائة منمنمة من رسومه الجميلة.
و بحسب الدكتور رضا علي , استشاري الجراحة التجميلية و التقويمية , في المستشفى , الذي قال لوكالة الانباء العراقية (واع) :إن "العراق يعد من البلدان الرائدة بتبديل مفاصل الكسور و خاصة مفاصل الركبة و الورك" , مبينا أن "خدمات العراق بهذا المجال تصل الى نسبة من 60 الى70 % من ما هو موجود في بلدان امريكا و بريطانيا المتطورة جدا بها".
واكد علي ،أن " تزايد الطلب على اجراء العمليات التجميلية بأنواعها في العراق ساعد على توفير مستلزمات العمليات وبأسعار ملائمة بعد استيراد غالبية الاجهزة والادوات اللازمة لذلك , و هو ما سمح برواج العمليات الجراحية بهذا المجال في المستشفيات الحكومية المحلية ومنها مستشفى الواسطي المتخصص بالجراحة التجميلية والتقويمية".
ما تقدمه مستشفى الواسطي التعليمي بكوادرها الطبية الجراحية و الصحية التمريضية هو اعادة الامل و الثقة للمرضى و توفير حياة افضل لهم عبر نجاح اغلب عملياتها في جراحات العظام والوجه والفكين والتجميل .
و اضافة لما تقدم يقول مدير المستشفى عباس الصحن لـ(واع) : إن " مستشفى الواسطي للجراحة التقويمية تقدم حاليا خدمات الجراحة المجهرية التي تتم تحت (المايكرسكوب) الجراحي وهي من العمليات المتقدمة والمتميزة" ،لافتا الى ان " الواسطي هي المستشفى الوحيد و الاول على الصعيد المحلي و الاقليمي و الوطن العربي التي يتم فيها اجراء هذا النوع من العمليات وربما تستغرق من 10_ 15 ساعة ,وانها تشمل زرع الاعضاء المبتورة ".
و عن عدد العمليات التي تجرى في المستشفى سنويا ،اوضح الصحن , أن "قرابة الـ(15) الاف , عملية تجرى سنويا في صالات المستشفى الـ(16) و المخصصة لجراحة العظام و الكسور و الوجه و الفكين والتجميل والتقويم , بواقع (50) عملية يوميا" , لافتا الى أن " (100) جراح مع الاطباء المقيمين و الممرضين يجرون ذلك العدد من العمليات في السنة الواحدة" .
و في كل عام تعقد مستشفى الواسطي مؤتمرا طبيا دوليا يشارك فيه اطباء محليون و من دول عديدة , تَعرضُ فيه حالات عديدة لعمليات جراحية نادرة و معقدة (متقدمة) اجريت في المستشفى قد يصعب على دول اخرى استقبالها والخوض بها والخروج منها بنجاح , كما تشارك في المؤتمر , اشهر كبريات الشركات الطبية و الدوائية العالمية المعنية بتوفير الاجهزة والمستلزمات و العلاجات لجراحات الكسور و الاطراف و الوجه والفكين والتجميل .
وعن تطوير المستشفى والارتقاء بأقسامها و صالات عملياتها اتصلنا بمدير عام صحة الرصافة الدكتور عبد الغني سعدون , الذي بين لـ(واع) : أن "وزارة الصحة , لديها خطط لتطوير وتوسيع مستشفى الواسطي بعد نجاحاتها الجراحية الفريدة على الصعيد الدولي" , لافتا الى ،أن "التخصيصات المالية لهذا العام قد تسمح بتنفيذ بعض من تلك الخطط الخاصة بالمستشفى" ,داعيا الحكومة و مجلس النواب الى "رفع مستوى التخصيصات المالية للقطاع الصحي في الاعوام القادمة لتنفيذ الخطط التي من شأنها النهوض بواقع الخدمات العلاجية والطبية".
هنا في مستشفى الواسطي كوادر طبية عراقية تبذل جهودا كبيرة في عمليات اعادة وزرع الاطراف المبتورة و العمليات التجميلية من اجل انقاذ حياة العديد من المرضى الذين يتعرضون لإصابات لا تحتمل الانتظار والتأخير .