عراقيات ينجحن في عالم التسويق الالكتروني

تحقيقات وتقارير
  • 3-03-2019, 05:40
+A -A

بغداد- واع

بعد سنوات من انتظار الحصول على وظيفة حكومية قررت نوال جرجيس وزوجها ان يستثمرا وقتهما وجهدهما في مشروع تجاري، وسرعان ما اتفقا على فتح محل لبيع الاحذية والحقائب النسائية، ولان موقع المحل في منطقة شعبية وبسبب ركود الاسواق التجارية بعض الشيء، قررا انشاء صفحة لهذا النشاط التجاري على "الفيسبوك" لعرض بضاعة المحل، فكانت فاتحة خير بالنسبة لهما.

وتقول جرجيس: بشكل كبير تخدم هذه الصفحات البائع والمستهلك على حد سواء ، فهي تختصر الوقت والجهد وتوفر نقود المستهلك، وتنقذه من التعب والتسكع في الاسواق بحثا عما يبتغيه من بضائع، اذ يستطيع الاطلاع  من خلالها على مجمل العروض واماكن بيعها واسعارها واشكالها وألوانها كما تختصر وقت البائع في الترويج لبضاعته بدلا من الاقتصار على عرض البضاعة في محله التجاري او حتى تخزينها في البيت او المخزن.

وتضيف جرجيس:

اما بالنسبة لتقبل الاخرين للترويج فالكثير من النساء تفضل اي محل له حساب على الفيس لتمكنها من الاطلاع على نوع البضاعة وشكلها واسعارها، وعن خبرة في هذا المجال اقول ان  الترويج للبضائع ترافقه زيادة في المبيعات.


 فرصة ذهبية  

   أما هدى سعيد البكري  مسؤولة احدى صفحات الفيسبوك التي تحمل عنوان (هدهد بيوتي)  المتخصصة ببيع  مستحضرات التجميل والادوية الخاصة من منتجات شركة "فور ايفر"

 فقالت:                                                          

الفيسبوك اصبح واسع الانتشار وله العديد من المتابعين، الامر الذي يشجع اي شخص على عرض ما يشاء من بضائع فيحصل  بلمسة زر واحدة على عدد اكبر من الزبائن،  فلصفحتي، على سبيل المثال، الكثير من المتابعين الذين يعجبهم ما اعرضه من بضائع، واتلقى ردودهم واقرأ تعليقاتهم بسرور كما اتقبل انتقاداتهم برحابة صدر لان ثقتي كبيرة بالمنتجات التي اروج

 لها.

وتضيف البكري:

العمل متعب قليلا لان عملية الترويج والنشر تتطلب حماسا ومعرفة بـ "الفيسبوك" وبدون هذه المعرفة تشعر المرأة بالملل وتترك العمل، ناهيك عن المضايقات من بعض الشباب الذين يتخذون من الفيسبوك وسيلة للهو والتعارف فقط.

وتؤكد البكري:

مع ذلك فان هذا العمل فرصة ذهبية بالنسبة لي فانا اعمل في بيتي ولا يحتم عليَّ عملي هذا الخروج من المنزل لتحمل الكثير من المضايقات والمتاعب، فهو يتركز على الاتصالات، وهو بالتالي افضل بكثير من العمل في بعض الشركات الاهلية التي اجدها انتهازية وتفتش عن شكل المرأة ومظهرها فقط لا عن  الخبرة والثقافة،  اما مقدار الاستفادة من ادارة عمل كهذا فهو متذبذب والرزق على الله أولا

 وأخيرا.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

منتجات غذائية

وتؤكد ام رضا  التي تدير صفحة تجهيزات الخاتون الغذائية التي تعرض فيها ما تصنعه يديها من مختلف انواع الاطعمة انها يأست من التعيين بعد تخرجها من معهد الادارة  منذ عدة سنوات، ففضلت منذ سنتين تأسيس مشروع خاص بها واستثمار هوايتها في صنع الحلويات والمعجنات التي بدأت معها منذ الطفولة بتشجيع كبير من والدها الذي كان يثني على عملها حتى لو فشل الطبق الذي قامت بصناعته.

وتقول ام رضا:

ان وجود صفحتي على الفيس خدمني كثيرا فانا لا اخرج من البيت وبفضلها اصبح لدي زبائن كثيرين، كما تعرف الجيران مؤخرا على منتجاتي  الغذائية، وأكدوا انها تمتاز بالطعم والنظافة والترتيب، وبرغم الارباح المعقولة التي لا توازي تعبي، واصابتي بأمراض المفاصل وفقرات الرقبة الى جانب انسداد اعصاب يدي اليمنى واليسرى، الا انني اقول ان ربحا قليلا مستمرا افضل من ربح كثيرمتقطع.


أعمال فنية

ولا تقتصر صفحات الفيسبوك على عرض البضائع الاستهلاكية بل تعدى ذلك الترويج للاعمال الفنية حيث تدير السيدة نداء العلي صفحة "شناشيل بابلية" المتخصصة بعرض اعمالها الفنية اليدوية والتراثية.

وتشير العلي الى ان الفيسبوك يعد من انسب الوسائل لترويج البضائع الخاصة بعمل المرأة، وهو افضل وسيلة للاتصال بالعالم الخارجي بالنسبة لمن لا تستطيع ترك المنزل سواء من ناحية التزامها بمسؤوليتها كأم او ربة بيت، وكذلك بعض العوامل التي لا تسمح بخروج النساء من المنزل وممارسة العمل خارجه، وكذلك لبعض ذوات الاعاقة الجسدية اللواتي لا يستطعن الخروج ولا ممارسة عملهن بشكل طبيعي.

وتضيف العلي:

 من ناحية اخرى تعتبر الصفحات الاعلانية اكبر وسيلة اعلان دون  دفع مبلغ مادي غير ان ذلك يحتاج الى المتابعة الفورية واجادة العمل والتنوع والتجديد وهذا يجعل من صفحات الاعمال الفنية سواء "هاند ميد" او سيراميك او ترويج أي بضاعة أخرى شيئا جيدا وعلى المرأة ان تدرك مسألة واحدة انها امرأة تعمل وهذه الصفحات للعمل فقط، وان تحاول تلافي اي مضايقة تواجهها عن طريق الحضر او حذف الرد غير

 المناسب.


مستقبل التسوق

ويقول الدكتورمحمد الگريطي استاذ التسويق الالكتروني في جامعة الفرات الاوسط التقنية:

 بعد التطور الذي احدثته ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، اصبح التسويق الالكتروني ظاهرة اخاذة بالتنامي في ظل ظروف المنافسة الشديدة، وكثرة المنتجات المعروضة، فاتجهت الكثير من الشركات الى اتباع سياسة جديدة لإيصال منتجاتها الى المستهلك بشكل مباشر حرصا منها على تحقيق الارباح وزيادة

 المبيعات

ويضيف الكريطي:

 كما حقق هذا التوجه الكثير من اهدافه التسويقية نتيجة انتهاجه لهذا الأسلوب، غير ان ذلك لا يخلو من سلبيات, ابرزها تعرض المستهلك للخداع التسويقي، وعدم وجود مصداقية لدى بعض المروجين لتلك المنتجات، ويبقى هذا الأسلوب يشق طريقه نحو مجتمعات آمنة ومستقرة، ولكن نتيجة لعدم كفاية القوانين والتشريعات اللازمة لحماية المستهلك، هناك زعزعة في الثقة المتبادلة بين البائع والمستهلك لذا يجب ان تتوفر قوانين تحمي عمليات التبادل بينهما.


المصدر: الصباح