سوق الرسامين في بغداد عشق لمحبي الفن واللوحات

تحقيقات وتقارير
  • 9-02-2019, 12:42
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
 

بغداد- واع- حسين محمد الفيحان

سوق الرسامين في منطقة الكرادة ببغداد، واحد من أعرق الاسواق التي تحاكي العيون والقلوب، لما فيه من مجموعة كبيرة من المحال التجارية التي تختص بالفن التشكيلي والرسم تحديدا الذي يجسد الواقع البغدادي والعراقي عموما والشخصيات على تنوع اشكالها ومستوياتها.

بدأ ظهور الشارع منذ سبعينيات القرن الماضي، لم تتغير ملامحه الفنية الاكاديمية، التي تمتاز بالحرفية، كل رسام فيه له خصوصيته، فمنهم من يمتاز بالواقعية والبعض الاخر بالطبيعية واخرون بنسخ لوحات المستشرقين، فضلا عن وجود شريحة متخصصة بالفن الحديث.

الفنان التشكلي علاء داوود، احد اصحاب المحال في سوق الرسامين، تحدث عن وكالة الانباء العراقية (واع): ان " هذه السوق كانت اكبر تجمعا للرسامين من كل العراق، وحتى الفنادق القريبة من السوق، كان يسكنها فنانون ورسامون يأتون من اماكن بعيدة، فهذه السوق معروفة دوليا وعالمياً، فلا يوجد في الكثير من الدول مثلها فهي تحتوي على اكثر من 70 محلا بالمهنة نفسها".

واضاف ان "هذا المكان تطور في غضون سنوات دخله فنانون عدة، كذلك بات يشمل قطعا نحتية لا يستهان بقيمتها الفنية، ويضيف " السوق تتضمن لوحات لرسم الواقع التجريدي والصور الشخصية كما ان طلاب الفن التشكيلي في كليات ومعاهد الفنون الجميلة يأتون الى هذه السوق لأخذ الخبرة والدروس العملية، فهي اكثر وأعمق مما تعطى لهم هناك، والكثير من الطلاب ما زالوا متواصلين معنا حتى اليوم، فجميع احتياجاتهم لمواد الرسم يشترونها من هذه السوق"، موضحا ان "السوق باتت اكاديمية للرسم ففيها كل الامكانيات المؤهلة لذلك ، فالدروس في الكليات و المعاهد الفنية أغلبها نظرية، اما هنا فيمكن للطالب التعرف على طرق و اساليب الكثير من الرسامين".

 فنان اخر يعمل في سوق الرسامين، الرسام اياد كاظم، تحدث لـ(واع) "نحن نرسم هنا من اجل الرزق واحيانا قليلة نرسم وفق مخيلتنا، لكن اغلب رسمنا بما تتطلبه السوق وحركته التجارية"، مؤكدا ان "فنانين مبدعين خرجوا من هذه السوق لينافسوا اشهر الفنانين العالميين بالرسم".

 وتابع ان " ما يقدم في هذه السوق يعد فنا تشكيليا بكل المعاني مهما كانت طرقه المختلفة، كما ان هذه السوق انقذت الكثير من الفنانين الشباب من احباط المهنة و منحهم فرصة الاشتغال و العمل".

الفنان علي صبحي، خريج أكاديمية فنون جميلة واحد الزبائن الدائمين للسوق، يقول في حديثه لـ(واع) "كانت لدي هويات بالرسم واقتناء اللوحات ومازلت اتي الى هذا المكان باستمرار للشراء والاستفادة في تنمية هوايتي، حتى اصبحت، بفضل الله والرسامين هنا، رساما مثلهم، فكل الرسامين هنا لا يبخلون بأي معلومة لمن يريد الاستفادة و تطوير هوايته"، مبينا ان " اغلب لوحات السوق كانت لمستشرقين، لكن مع زيادة اعداد الرسامين فيه بدأ كل واحد يطرح انتاجه، حتى صارت اليوم متنوعة و هذا ما اعطى حافزا وجمالية اكثر للسوق".

واضاف ان " سوق الكرادة للوحات الفنية تحولت الى الفضاء المكتمل الابعاد الذي حافظ على الاصابع و الفرشاة و الخصوصية و النظرة الفنية مابين الفن و الشارع وقد يكون فرصة للقاء وجها لوجه مع الجمهور لتنتقل فرشاتهم للجدران في كل العراق".