تحقيقات وتقارير
بغداد- واع - حسين محمد الفيحان
شهدت بغداد والعديد من المحافظات العراقية خلال السنوات الاخيرة تزايدا ملحوظا في عدد المجمعات التجارية (المولات), والتي انعكست ايجايبا على الواقعين الاجتماعي و الاقتصادي باعتبار تلك المجمعات التجارية باتت متنفسا للعوائل من هموم العمل و منغصات الحياة اضافة الى كونها تمثل وجها متطورا يعكس السمعة التجارية للبلاد و الوجه المشرق للمدن العراقية وخصوصا بغداد والتطور العمراني فيها، فأضفت ملامح جديدة على وجه بغداد التجاري، فلم تعد تخلو اي منطقة تجارية في بغداد من مجمع تسوق او ما يعرف ب(المول) حسب التسمية الانكليزية الشائعة في الكثير من البلدان العربية ، الامر الذي يدل على التحسن الامني و الاقتصادي خلال السنوات الاخيرة والذي بدأ يظهر بشكل المجمعات الممتدة عموديا .
-المتبضع في مول المنصور فائز عبد الله و عائلته يقول لـوكالة الانباء العراقية (واع) : إن "طريقة التبضع عبر المولات التجارية جميلة و ممتعة و حضارية , وهنا نجد ماركات عالمية و مضمونة" .
- اما المتبضعة في مول أخر هدى حسان تقول : إن "هذه المجمعات التجارية رغم حداثة انشائها بدأت تتغلب على الاسواق التجارية القديمة و العريقة نظرا لما تقدمه من سهولة التسوق و التجوال و ما تحويه من بضائع غالبا ما تكون تابعة لشركات وماركات عالمية مشهورة" .
وينشئ هذه المولات مستثمرون و رجال اعمال يتمتعون بتسهيلات تقدمها الحكومة لهم تتضمن اعفاءات ضريبية و تذليل لعوائق الروتين الاداري كما يوضح ذلك رئيس هيأة استثمار بغداد شاكر الزاملي خلال حديثه الخاص بوكالة الانباء العراقية (واع) , مبينا ان "الهدف الرئيسي من ذلك ان تكون هناك بضائع من مناشىء عالمية اضافة الى خلق فرص عمل وجلب تكنلوجيا حديثة بانشاء هذه المراكز التجارية كما في دول العالم المتقدمة و المتطورة" .
ويرى الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان ،ان "زيادة هذه المولات و المجمعات التجارية ما هي إلا دليل على زيادة القدرة الشرائية للمواطن العراقي و حالته الاقتصادية التي بدأت تتعافى شيئا فشيئا".
من ناحيته اوضح مدير ادارة مول المنصور عمار الخفاجي ، ان "مول المنصور الذي افتتح في تموز من العام 2013 على مساحة تقدر ب 32 الف متر مربع , يتكون من اربعة طوابق ، بـ 175 محلا تجاري و سينما عرض متطورة بحسب المواصفات العالمية و مدينة العاب خاصة بالاطفال , و مقاهي عائلية" , مبينا، ان "اجارات المحلات فيه تختلف بطوابقها و أماكنها و مساحتها لتبدأ من 1000 دولار صعودا".
واكد ،ان "المجمع يرتاده في الايام الاعتيادية ما يقارب ال 2000 شخص , و يزداد العدد كثيرا في ايام العطل و المناسبات اما اعداد الموظفين و العاملين في المجمع بوظائف مختلفة فهم 125 موظف" .
في السابق كانت الاسواق المركزية تحاكي المجمعات الحديثة والتي اقامتها الحكومة العراقية في ثمانينيات القرن الماضي وكانت تمتلكها وزارة التجارة وتقدم من خلالها سلعا باسعار مدعومة و تحظى باقبال واسع , الا ان سنوات العقوبات الاقتصادية و الحروب اطاحت بتلك الاسواق .
واشرت المجعات التجارية في العاصمة بغداد و المحافظات ايضا صعودا للطبقة الوسطى و التي جزء كبير منها من موظفي القطاع الحكومي العام , الذين يتقاضون رواتب جيدة نسبيا تعتمد على صادرات النفط العراقي .