تعود فكرة العواصم الثقافية على المستوى العالمي إلى المؤتمر الذي عقد بالمكسيك برعاية الأمم المتحدة عام 1982 انطلاقا من فكرة رئيسية استندت إلى أن الثقافة ما هي إلا عنصر أساسي في حياة كل فرد وكل مجتمع ، وقد تبنى المشاركون في هذا المؤتمر فكرة عالمية للتنمية الثقافية وقد توافرت بفضل ذلك حركة متميزة شملت برنامج العواصم الثقافية، الذي انطلق أوربيا وكانت أثينا أول حاملة للقب 1985 وفي 13 تشرين الاول 2012 أعلن أن فاليتا ستكون عاصمة الثقافة الأوروبية في عام 2018.
وقد شجع هذا الاختيار على إقامة عدد من مشاريع البنية التحتية الرئيسية، بينها متحف جديد للفن، وذلك بعدما شهدت العاصمة المالطية تحولا كبيراً في السنوات الأخيرة مع إحياء الطراز المعماري للعاصمة بعد عقود من الاهمال وبناء دار الاوبرا التي دمرت في الحرب العالمية الثانية حيث تم تحويلها الى مسرح مكشوف. وقام المعماري رينزو بيانو باستبدال بوابات المدينة القديمة باثنتين جديدتين، كما قام المصمم الإيطالي الشهير بوضع تصميمات مبنى البرلمان الجديد، كما تم افتتاح نافورة تريتون بعد ترميمها حيث تعتبر من معالم فاليتا البارزة .
مراسل وكالة الانباء العراقية (واع) زار مؤسسة فاليتا 2018 وهي المسؤولة عن ادارة وتنظيم الفعايات للعاصمة الثقافية وقال السيد جاسون ميكالف رئيس المؤسسة: تهدف المؤسسة إلى أن تلبي الاحتياجات الاجتماعية والبيئية الأكثر إلحاحا من منظور ثقافي.حيث تمنح الفعاليات الخاصة بالعاصمة الثقافية المزيد من الحيوية والنشاط لمدينة فاليتا والمدن المالطية الاخرى، من خلال أكثر من 140 مشروعاً ثقافياً، ونحو 400 حدث فني، بدءاً من حفلات الأوبرا الكلاسيكية، مروراً بانواع فنون الرقص، وصولاً إلى الموسيقى والأفلام بمشاركة اكثر من 1000 شخصية فنية وثقافية. واضاف: اقيم حفل الافتتاح في 20 كانون الثاني بمشاركة ما يقدر بين 80 ألف إلى 100 ألف شخص في الاحتفالات في جميع أنحاء العاصمة بدأت في ساحة القديس جورج، وميدان سانت جون، وميدان قشتالة ومحيط نافورة تريتون، وقدمت فرقة المسرح الكاتالونية لافورا دي باوس(الحلم في الطيران) عروضها مع الحركات البهلوانية في الهواء الطلق لالغاء الحدود بين الفنان والجمهور عبر اسقاطات الديجيتال بفن الفيديو على واجهات المباني ..
واكد ميكالف، إن التغيير في العقلية مطلوب عبر المجتمع لضمان أن تشهد فعاليات 2018 نجاحا كبيرا، لأن الكثير من المالطيين يميلون إلى الانقطاع عن الجدول الزمني الثقافي للأحداث الذي يمكن ربطه عبر ثقافة متاحة للجميع. مؤكدا ان هذا العام سيكون هو الوقت المناسب لمالطة لتقديم نفسها للجمهور الأوروبي عبر تراثها الثقافي الغني والفريد.
فاليتا بتاريخها وتراثها المتفرد تعد من أكثر مدن اوربا المؤهلة لاحتضان هذا الحدث فقد كانت ساحة للكثير من الحضارات على مدار التاريخ ،حكمها الفينيقيون والاغريق والقرطاجيون والرومان والبيزنطيون والعرب والبريطانيون، فقد تأثرت ثقافيا ،معماريا ،سياسيا واجتماعيا بهذه الحضارات التاريخية المتنوعة، ولعلك ستكتشف ذلك وأنت تتجول ما بين شوارعها وأزقتها الضيقة المصممة بشكل رائع والتي تمنحك شعورا كما لو كنت تتنقل بين صفحات التاريخ.
الشناشيل في كل منعطف تزين واجهة المباني التي تحيط بكاتدرائية القديس يوحنا،فيما يقود شارع الجمهورية الى الكراند ماستر او (قصر السيد الكبير) الذي كان مقرا لرئيس الجمهورية قبل الانتقال الى المقر الجديد في حدائق سان انتون.
فاليتا هي مدينة صغيرة قديمة، مسورة تماما على العكس من محيطها . لا يعيش الكثير من الناس في المدينة ، حيث عدد القادمين اليومي الى هذه التحفة المعمارية اكثر من عدد السكان! .