اسطنبول – واع - فراس سعدون
زار نبيل نعمة معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي بعد ساعات قليلة من وصوله الولاية التركية قادما من محافظة كربلاء العراقية.
ويقول نعمة، وهو شاعر وناقد عراقي، لموفدنا إلى المعرض "ما إن وطأت أقدامي الاراضي التركية، حتى قدح في رأسي عطش الحنين الذي يراود كل مرتحل عن دياره، وتبادر في ذهني شغف الحديث واللغة التي صارت بعيدة، فاستذكرت منشورا لأحد أصدقائي في شبكات التواصل، يتعلق بالاعلان عن كتبه المعروضة في معرض الكتاب الدولي الرابع باسطنبول".
ويعتقد نعمة "أن تكون عراقيا هذا ما يحتم عليك بالضرورة أن تكون قارئا مهووسا بالكتب ورائحة المكان الذي يحتويها". ويذهب إلى أن "الأمر مشوق هنا لأنه يشمل الكتب بوصفها لسانا ووطنا وفكرة عابرة للغربة، وانتماء لدائرة الإنساني الذي يحلم الجميع بالوصول له وإدراكه".
وصدر لنعمة كتابان هما "التضاريس تنعطف جنوبا"، و"التربية الأدبية وقضايا تربوية أخرى"، عن دار فضاءات المشاركة في معرض اسطنبول.
ويشعر نعمة بأن "النشوة التي تصاحب أي هام بالدخول الى معرض الكتاب عظيمة ومؤثرة في الوقت ذاته. أنت في البعد ستكون علي موعد مع روح صديق تعرفه تسكن بين جنبات الورق، أو ناشر سمعت به وبخاطرك لقاؤه، أو قامة إبداعية شكلت في مسيرتك هاجس السؤال، تماما ما حصل معي وأنا أتجول بين أزقة دور النشر العربية المشاركة في المعرض، الالاف العناوين لكتب تحوي افكارا لا يمكن لمكان بحجم عالم أن يتسع لها".
ويقول بأن "ملامح الوطن كانت قريبة مني، بعد أكثر من ساعتين قضيتها في التجوال، منبهرا بتبدد الحنين، ومتحمسا لتكرار المجيء إلى المعرض خلال ما تبقى من أيامه".
وافتتح المعرض يوم 1 أيلول الحالي على أن ينتهي يوم 9 من الشهر، فيما حظي بزيارة عدد كبير من العراقيين.
ويقول صهيب الفلاحي، المدير الإعلامي للمعرض، إن "الحضور العراقي في المعرض موجود على مستوى الأفراد، وعلى مستوى المؤسسات"، مبينا أن "العراقيين سجلوا حضورا جيدا من بين أكثر من 30 ألفا زاروا المعرض في 5 أيام".
وسجل الكتاب العراقي حضورا عبر مختلف الدور العربية، لكنه تركز في منشورات المتوسط / دار المدى، ودار دجلة ناشرون وموزعون، في حين امتنع الكثير من الناشرين العراقيين عن المشاركة.
ويعزو كريم طه، مدير منشورات المتوسط في العراق، عزوف الناشرين العراقيين عن المشاركة في المعرض إلى "كونهم يعرفون أن الوضع الاقتصادي في تركيا هذه الفترة سيئ بسبب نزول الليرة أمام الدولار، ولديهم تجارب في معارض سابقة شهدت إقبالا ضعيفا على الكتاب العربي". ويعقب "لذلك؛ وتجنبا للخسارة لم يشارك الكثير من الناشرين، رغم إلحالي عليهم بضرورة المشاركة".
ويرى طه أن "المشاركة العراقية مهمة حتى إذا تطلع لا ربحان ولا خسران، ولهذا شاركنا وأخذنا وكالة دار المدى، وأغلب كتابنا من العراقيين".
ويخلص إلى أن "حضور الكتاب العراقي في المكتبة العربية أفضل حاليا من السابق".
وشهدت أروقة المعرض توقيع عدد من المؤلفين لكتبهم.
ووقع عدي أسعد خماس، السكرتير الثاني في السفارة العراقية لدى تركيا، نسخا محدودة من كتابه "العراق والأردن دراسة في تطور العلاقات الثنائية 2003 – 2010" الصادر عن دار دجلة ناشرون وموزعون.
ويستعد الديبلوماسي العراقي لتوقيع كتابه الثاني "العلاقات العراقية – الأفريقية جنوب أفريقيا أنموذجا 1961 - 2008" في العاصمة الأردنية عمّان.
ويهتم خمّاس، وهو باحث أكاديمي، بتناول العلاقات الديبلوماسية العراقية مع دول الجوار والعالم لتعزيز المكتبة العراقية ببحوث أكاديمية تفتقر إليها، ويحتاجها الباحثون كمصادر موثوقة في دراساتهم السياسية، كما يحتاجها الديبلوماسيون أنفسهم.
ويقول محمد موسى الوحش، صاحب ومدير دار دجلة، إن "أستاذ عدي من الباحثين الجيدين على مستوى العراق، وأيضا على مستوى إسهاماته في الجانبين الفكري والأكاديمي".
ودعا الوحش جميع دور النشر العربية إلى "تبني إنتاج المثقف العراقي، لأن إنتاجه الفكري والأكاديمي هو من أفضل ما ينتجه العرب".
وشهدت الفعاليات المرافقة للمعرض مشاركات عراقية على مستوى الندوات والتسويق.
وألقى الدكتور عمر زيدان، وهو أكاديمي وإعلامي عراقي يقيم في اسطنبول، محاضرة بعنوان "كيف يؤثر الإعلام على رأيك؟" تناول فيها التسويق الإعلامي لقنوات التلفزيون الفضائية، والأساليب المستحدثة بفعل التنافس بين القنوات لكسب المشاهد والحفاظ على تعرضه أكثر وقت ممكن".
ويجد زيدان أن "إيصال الرسائل عن طريق معرض الكتاب مهم جدا لوجود حضور عراقي وعربي كبير، ولأن أغلب الحاضرين من المثقفين والنخب".
وينظر اتحاد الناشرين الأتراك بأهمية بالغة للحضور العراقي في المعرض.
وصرّح إمراح كساكورك، رئيس الاتحاد، لموفدنا، بأن "لدينا علاقات قوية على مدار سنين طويلة مع الدول العربية وفي مقدمتها العر ق، وأهمية هذا المعرض تنبع من كونه يجمعنا بأصدقائنا العراقيين والعرب".
طقس العراق.. أجواء باردة وتصاعد للغبار
خمس محافظات تسجل درجة الانجماد غداً
الكهرباء: خطة من أربعة محاور لدعم قطاع التوزيع
الثقافة تحدد أسباب تأخير منحة الصحفيين والفنانين